الفتح الأعظم — فتح مكة
كان خروج النبي ﷺ إلى مكة مع جنوده المظفرين في شهر رمضان من السنة الثامنة على أصح الروايات، وكان عدد الجيش عشرة آلاف مقاتل، أو اثني عشر ألفًا، وسبب ذلك أن رجالًا من بني بكر الذين دخلوا في عهد قريش عهد الحديبية عدوا على رجال من خزاعة فقتلوهم، وكانت خزاعة قد دخلت في عهد النبي، فانتقض العهد بذلك، وحل القتال.
وإنما دخلت خزاعة في عهده ﷺ لحلف كان بينها وبين جده عبد المطلب بن هاشم حين أخذ عمه نوفل ما كان بيده من أمر السقاية، فحالف عبد المطلب خزاعة، وحالف نوفل بني أخيه عبد شمس، وقد جاء رجال خزاعة يوم الحديبية إلى النبي بكتاب جده عبد المطلب في ذلك الحلف، فقرأه عليه أُبي بن كعب (رضي الله عنه)، وكان بعرفة قبل ذلك، فقال: «ما أعرفني بحلفكم، وأنتم على ما أسلمتم عليه من الحلف، وكل حلف كان في الجاهلية فلا يزيده الإسلام إلا شدة، ولا حلف في الإسلام».