إسلام عثمان أبي قحافة والد أبي بكر الصديق (رضي الله عنهما)
لما خرج رسول الله ﷺ من الكعبة وجلس في المسجد والناس حوله، ذهب أبو بكر (رضي
الله عنه) وجاء بأبيه عثمان — ويكنى بأبي قحافة — يقوده وقد كف بصره، فلما رآه قال لأبي
بكر: «هلَّا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه؟»، قال أبو بكر: يا رسول الله، هو
أحق أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه، ثم أجلسه بين يديه الشريفتين فمسح صدره وقال:
«أسلم تسلم»، ففعل، وهنَّأ النبي أبا بكر بإسلامه فقال: والذي بعثك بالحق لإسلام أبي
طالب كان أقر لعيني من إسلامه.
شيخ يقاد إلى النبي على يد
هي للنبي إذا رمى أعلى يد
هذا أبو بكر يقدِّم شيخه
يهديه إن الألمعيَّ ليهتدي
قال النبي ألا رثيت لضعفه
وتركته في داره لم يجهد؟
لو لم يجئ لمشيتُ أشهد أمره
وأُجِلُّه شيخًا كريم المشهد
يا والد الصدِّيق خذها نعمة
سيقَت إليك من النبي محمد
ما كنت بالمصروف عن دين الألى
كفروا بآلهة كأنْ لم تُعبد
العاكفين على شرائع ربهم
من ركَّع بيض الجباه وسجَّد
الظامئين إلى الجهاد فإن دُعُوا
وردوا حياض الموت عذب المورد
يتهافتون على جوانبها إذا
نادى رسول الله أيُّكم الصد؟
من كان يسعد في الرجال بوالد
فبِمَنْ ولدت أبا قحافة فاسعد
من سؤدد الصديق أن زمانه
لو لم يلده لكان خصم السؤدد
الحاضن الإسلام يجعل صدره
كهفًا يقيه أذى العدوِّ المفسد
يعطيه مهجته وصفوة ماله
ويكون للحدث الجليل بمرصد
قال النبيُّ اهنأ فقال وددتها
كانت لعمك ذي الفعال الأمجد
هذا هو الإيثار فاعجب واعتبر
وأعد على الدهر الحديث وردِّد