عَين أبي سفيَان
أصيبت عين أبي سفيان (رضي الله عنه) بسهم في هذه الغزوة، فأتى النبي ﷺ وعينه في يده، وقال: يا رسول الله، هذه عيني أصيبت في سبيل الله، فقال: «إن شئت دعوت فرُدَّت عليك، وإن شئت فعين في الجنة»، قال: في الجنة، ورمى بها من يده، وأصيبت عينه الثانية يوم اليرموك في قتال الروم.
هنيئًا أبا سفيان لا الذخر هيِّن
ولا الأجر ممنون ولا أنت مغبونُ
هو الغنم لم يقدر لغير موفق
له مشهد في حومة الحرب ميمون
حملت أبا سفيان عينك في يد
بها الخير في كل المواطن مقرون
وجئت رسول الله لا الوجه شاحب
ولا العِطف مزورٌّ ولا القلب محزون
تقول له عيني التي أنت ناظر
مضت في سبيل الله والحافز الدين
فقال إذا أحببت فالردُّ ممكن
بقدرة رب أمره الكاف والنون
وإلَّا فأخرَى عنده إن لقيته
وذلك وعد عند ربك مضمون
فآثرت هذي ثم ألقيت بالتي
حملت وما في الحق أن يؤثر الدون
ستتبعها في وقعة الروم أختها
إذا حان منها بعد ذلكم الحين
فخير على خير ونعمى تزيدها
من الله نعمى سرها عنك مكنون
هنيئًا أبا سفيان لا الرمح آسف
ولا السيف مكروب ولا العزم موهون
عطاؤك في الهيجاء لم يعط مثله
من الناس إلا صادق البأس مأمون