الحكاية رقم «٢٣»
ذات صباح تدهمني اليقظة بعنف، أستيقظ مجذوبًا من عالم الغيب بقبضة مبهمة، يلفني تيار من الطنين، أنصتُ فيقف شعر رأسي من ترقُّب الشر، أصوات بكاء تتسلَّل إليَّ من الصالة، تغرز أفكار السوء أسنانها في لحمي، ويتخايل لعيني شبح الموت.
أثب من الفراش مندفعًا نحو الباب المغلَق، أتردَّد لحظةً ثم أفتحه بشدة، لأواجه المجهول.
أرى أبي جالسًا، أمي مستندة إلى الكونصول، الخادمة واقفة عند الباب، الجميع يبكون!
وتراني أمي فتُقبل عليَّ وهي تقول: أفزعناك .. لا تنزعج يا بني!
أتساءل بريقٍ جاف: ماذا؟
فتهمس في أذني بنبرة مختنقة: سعد زغلول .. البقية في حياتك!
فأهتف من أعماقي: سعد!
وأتراجع إلى حجرتي.
وتتجسد الكآبة في كل منظر.