الحكاية رقم «٣٩»
صبري الجواني يثير دائمًا عاصفة من التساؤلات.
من بيئة كادحة، يعمل في دكان خردوات، ثم يُندَب للجَوَلان بشتَّى الخردوات في الأحياء المجاورة، يتغير جلده بسرعةٍ تفوقُ كلَّ تقدير، تتحسَّن صحته ويكتسي بحُلة النعمة الزاهية، ينتقل إلى مسكن جديد، يُرى وهو راجع حاملًا ورقة لحمة وفاكهة الموسم، يجلس مساءً في المقهى يدخِّن البوري، ويحتسي الزنجبيل، ويقضي بعض السهرات في غرزة المواويلي.
ويتزوَّج من بنت ناس، ويرتدي البدلة بدلًا من الجلباب، وتنطق ملامحه بالرضى والثقة والأمان. وفي ليلة دخلة صديقه الحلاج يسكر ويرقص ويُغنِّي ويُبدي من فنون الانبساط ما لا يتصوره عقل.
وعقب الزفة يغادر الفرح ليرجع إلى بيته، ولكنه لا يرجع إلى بيته.
يختفي فلا يقف له على أثر أو خبر.