الحكاية رقم «٧٥»
يدخل عمر المرجاني البوظة في غاية من الأبَّهَة والأناقة.
جلبابه الأبيض يشع نورًا، عمامته المُقَلْوَظة تتوِّج رأسه، مركوبه الأحمر يتألق، تحت إبطه خيزرانة رشيقة.
يحيِّي الحاضرين ببِشر ويقول: لتمتلئْ قلوبكم بالهنا والأفراح.
ويكرع أول قَرعة فتتحرك النشوة في أعماقه ويبتسم.
وعقب القَرعة الثانية تعانقه فرحةٌ شاملة فيهتز طربًا ويقول لمَن حوله: صدِّقوني إن الحزن في هذه الدنيا ليس إلا وهمًا عابرًا.
ويفرغ القَرعة الثالثة في جوفه ويقول: ملعون مَن يلعن الدنيا، لقمة حلوة ومُرَّة، حلوة وإيمان حلو، ماذا تريدون بعد ذلك؟
ويقف برشاقة فيلعب بعصاه ويقول: أنا سعيد يا جدعان!
ويرقص بخفة وبهجة!
وإذا بصوتٍ خشن لم يحدد مصدره يهتف به: نريد الهدوء.
ولكنه يواصل الرقص، ويأخذ في الغناء أيضًا:
فيعود الصوت الخشن قائلًا: احترم نفسك واجلس!
ولكنه يستمر في معانقة الفرحة.
ويرتفع نَبُّوت في الهواء ثم يهوي على رأسه!
عند ذاك يتوقف عن الرقص، يسكت عن الغناء، تتصلب سحنته نافضة عنها لآلئ السعادة .. ثم يتهاوى على الأرض.