الحكاية رقم «٧٦»
بسرعة الشُّهب انتشر خبر يقول إن الحكومة ستهدم التكية ضمن مشروعٍ للمرافق العامة، في لحظة يصير حديث البيوت والدكاكين والوكالات والغرز والبوظة والخرابات في حارتنا.
– حارتنا ميمونة ببركة التكية.
– الخضرة والأزهار لا تُرى إلا في التكية.
– والأغنيات الإلهية أين تُسمع إلا في التكية.
– وما المكان الذي لم يضمر أذًى لإنسان إلا التكية.
وبالبحث والتحري تُكشف حقيقة غريبة وهي أن صاحب المشروع هو المهندس عبده السكري ابن حارتنا!
ويقول عبده: التكية تعترض مجرى الحارة كالسد، وتحول دون انطلاقنا نحو الشمال.
فيقولون له: وهل علمتَ أننا متضايقون من ذلك؟ وألا يوجد أكثر من سبيل إلى الشمال؟
– لا تنسوا أن القرافة ستُنقَل عما قريب إلى صحراء الخفير وسيحل محلها عمران شامل.
– طول عمرنا نسمع أن القرافة ستُنقل. وها هي باقية لا تتحرك، فكيف هان عليك أن تقترح إزالة التكية المباركة؟
واشتدَّ النقاش، وحمي الانفعال، وكُتبت العرائض، وحلَّ بحارتنا توتُّر وحزن لم تعرفهما من قبل.
ويرتفع صوت معتدل يقول: لا وجه للعجلة، فلننتظر حتى يتقرر بصفة نهائية نقل القرافة، ويشرع في ذلك بالفعل، عند ذاك يحقُّ لنا أن نناقش مسألة هدم التكية.
وغلب هذا الرأي فتراجعت الوزارة وتأجَّل المشروع.
أما الأكثرية فقد رفضت الفكرة جملة وتفصيلًا.
وأما القلة المعتدلة فهي تقول: فلتبقَ التكية ما بقيَتِ القرافة.