الخاتمة

في ليلة ٢١ مايو عام ١٩٩١، كان راجيف غاندي يدير حملة انتخابية في مدينة صغيرة متربة في جنوب ولاية مدراس تدعى سريبيرمبودور تقرر أن يخطب فيها في حشد ضخم. لدى اقترابه من منصة الخطاب، اندفع حشد لتكليله بالزهور من بينهم امرأة تاميلية شابة تدعى دهانو. وضعت دهانو أكاليل الزهور على رقبة راجيف، ثم جثت على ركبتيها تتلمس قدميه. وفيما هي على تلك الهيئة، فجرت قنبلة أخفتها تحت قميص الشالوار البرتقالي الذي كانت ترتديه. فأودى الانفجار على الفور بحياة راجيف وثمانية عشر شخصًا.

بعد وفاة راجيف، نبذت أرملته الإيطالية المولد سونيا عالم السياسة. وبدا أن سيرة آل نهرو غاندي قد انطفأت في آخر الأمر. لكن بعد ست سنين من وفاة راجيف، وتحت ضغط من حزب المؤتمر، وافقت سونيا على رئاسة الحزب. وفي العام التالي رشحتها دائرة زوجها الراحل دائرة أميثي عضوًا في البرلمان. واليوم، هي قائدة أحزاب المعارضة في المجلس الأدنى للبرلمان، بينما يرأس الحكومة الهندية رئيس الوزراء عن حزب بهاراتيا جاناتا أتال فاجبايي.

يقال إن سونيا غاندي في حملتها الانتخابية لعام ١٩٩٩ شاهدت تسجيلات لخطابات حماتها؛ كما أنها تبنت تمامًا أساليبها الخطابية وحركاتها. وتحول شَعرُها من اللون الفاتح إلى البني الغامق الضارب إلى السواد. وارتدت ثياب ساري تذكر بتلك التي ارتدتها حماتها، وتعودت ارتداء ساعات المعصم الرجالية الكبيرة بالضبط كما فعلت إنديرا.

أما ابنتها بريانكا غاندي فاردا التي تشبه جدتها إنديرا شبهًا عجيبًا — وهي تبلغ من العمر سبعة وعشرين عامًا — فقد أدارت الحملات الانتخابية بنشاط لوالدتها ويقال إنها تضمر طموحات سياسية خاصة بها. لقد أنجبت في ٢٩ أغسطس عام ٢٠٠٠ صبيًّا أعلنت إذاعة بي بي سي وغيرها من وسائل الإعلام أنه «فرد جديد يضاف إلى سلالة غاندي الحاكمة».

لكن الحق أن دور آل غاندي ودور المؤتمر — آلتهم السياسية — قد توقف تقريبًا. تبدو لمحات من حياة إنديرا غاندي من المحارق الجنائزية ولدى إحياء الذكريات السياسية، لكن قصتها تبدو وكأنها قد بلغت ختامها.

في طفولة إنديرا كتب نهرو في كتاب «لمحات من تاريخ العالم» عن قدرة الهند على الصمود وشدد على أنها ستحيا دومًا. رحلت إنديرا غاندي ورحل من سبقها، هم شكلوا ما صارت عليه الهند اليوم، لكن الهند لا تقف عند شخص واحد أو أسرة واحدة. إن رؤيا نهرو للهند صادقة؛ كجبال كشمير التي عشقتها إنديرا وانحدرت منها أسرتها، الهند باقية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤