فن اختيار أفضل الموظفين: أهميته وصعوبته وكيفية إتقانه
تَتكوَّنُ المُؤسَّساتُ العَظِيمةُ مِن مُوظَّفِينَ مُتميِّزِين. وفِيما يَتعلَّقُ بالقَادةِ عَلى جَمِيعِ المُسْتوياتِ داخِلَ تِلكَ المُؤسَّسات، فبِلا شَكٍّ تُعَدُّ القُدْرةُ عَلى العُثورِ عَلى المُوظَّفِينَ المُتميِّزِين، وتَعْيِينِهم، ودَمْجِهم، والاحْتِفاظِ بِهِم؛ مَهارةً في غَايةِ الأَهَميةِ مِن أَجْلِ نَجاحِ مُؤسَّساتِهِم، ونَجاحِهِمُ الشَّخْصيِّ.
لكِنَّ فَنَّ اخْتِيارِ أفْضلِ المُوظَّفِينَ أَمرٌ عَسِيرٌ ومُستنزِفٌ للوَقْت، بَلْ قَدْ يَكونُ مُخِيفًا بالنِّسبةِ إلى أَغْلبِ النَّاس؛ فقَلِيلٌ مِنَ المُدِيرِينَ هُم مَن تَلقَّوْا تَدرِيبًا مَنهجِيًّا يُمَكِّنُهم مِن إتْقانِ هَذا الفَن، كَما أنَّ المَوارِدَ المُتاحةَ لتَعوِيضِ هَذا التَّدرِيبِ المَفْقودِ ضَئِيلةٌ للغَاية. ومَهمَّةُ هَذا الكِتابِ هِي سَدُّ هَذِهِ الثَّغْرة؛ فهُو يُوفِّرُ المعرفةَ النَّظريَّةَ والأَدَواتِ العَمَليَّةَ اللازِمةَ لاتِّخاذِ قَراراتِ تَوظِيفٍ رائِعةٍ عَلى الدَّوَام، ويُعَدُّ دَلِيلًا شامِلًا للمُدِيرِينَ الذينَ يَرغَبونَ في تَحسِينِ كَفاءَتِهِمُ الشَّخْصيَّةِ في اخْتِيارِ المُوظَّفِينَ وتَعيِينِهِم وتَرقِيتِهِم. إنَّ قَراراتِ التَّوظِيفِ عَسِيرةٌ حقًّا، لكِنَّها لَيسَتْ لُغزًا غامِضًا؛ إنَّها عَملِيَّةٌ يُمكِنُكَ إتْقانُها لمُساعَدةِ نَفسِك ومُؤسَّستِك عَلى النَّجَاح.