الحيتان: تصنيفها ووصف طبقاتها وطبائعها
(١) المبحث الأول: تصنيف قبيلة الحيتان
الحيتان قبيلة من قبائل الثدييات، يقسِّمها المصنفون قُبَيِّلتين. الأولى: السَّبَليات، والثانية: المُسَنَّنات، وليس للأولى غير فصيلة واحدة هي البَاليات. ويَنطوي تحتها خمسة أجناس وحفنة قليلة من الأنواع. وللثانية خمس فصائل ينطوي تحتها عدد كبير من الأجناس مفرعة أنواعًا كثيرة.
ومن أجل أن نعرف حقيقة ما استقر عليه رأي المواليديين في تصنيف الحيتان، ينبغي لنا أن نقول إن بين بعض المواليديين وبعض، خلاف ظاهر في تعيين أنواع هذه القَبِيلة، وأن الرأي على تعيين الأجناس يكاد يكون متفقًا عليه لولا خلاف قد يقوم على تعيين مرتبة صورة أو صورتين يعتبرهما البعض في طبقة الأنواع، وغيرهم يعتبرهما في طبقة الأجناس، والواقع أن الأسلم والأرجح علميًّا في تصنيف الأحياء الاقتصاد في تعديد الأنواع ما لم يكن بين الصور المعينة من التغاير ما يتناول صفات تركيبية أو عادات أو خصيات تجعل إضفاء صفة النوعية على صورة ما مشروطة على نفي اللبس وضرورة التعيين التام بين الصور المختلفة.
فإذا عمدت هنا إلى تصنيف هذه القبيلة، فإنما أقتصر فيه على ذكر الطبقات التي قبلها المواليديون بإجماع الرأي أو غالبيته واعترفوا بنوعيتها اعترافًا صريحًا.
ولقد بالغ بعض الكُتَّاب، والأمريكيون منهم خاصة، في تعديد الأنواع، في حين أن أكثر الثقات على أن ما يرفع غالبًا إلى رتبة الأنواع — غير الأنواع المجمع عليها — هي صور إقليمية، غاية أمرها أن تكون ضروبًا لا أنواعًا بالمعنى المعروف. على أنه لا ينبغي لنا أن ننسى أن تصنيف الأحياء أمر اجتهادي، يرجع إلى النظر الخاص أكثر من رجوعه إلى قواعد علمية مقررة. وفي هذا يُفسَح للرجم بالغيب أوسع مجال.
أما الحيتان البائدة فمفرَّعة ثلاث قُبَيِّلات، سنذكر تصنيفها في هذا المبحث مقتصرين في الأكثر على ذكر الأجناس.
الحيتان العائشة Living Cetacea
-
القُبَيِّلة الأولى Suborder “A”
-
السَّبَلحوتيات Mystacoceti
-
الفَصِيلة: Family
-
الباليَّات Balaenidae
-
البال Genus: Balaena
-
البال السَّبَلي Balaena: mysticetus
-
البال البسكايي Balaena: biscayensis
-
-
البُويل Genus: Neobalæna
-
البُويل الشِّطآني Neobalæna: marginata
-
-
السَّبَّاح Genus: Rhachianectes:
-
السَّبَّاح الأُزيرق Rhachianectes: glaucus
-
-
الجَنِيح Genus: Megaptera
-
الجَنِيح العجلى Megaptera: boöps
-
الجَنِيح الكابي Megaptera: capensis
-
الجَنِيح الهندي Megaptera: indica
-
الجَنِيح اللَّالَنْدِي Megaptera: lalandi
-
الجَنِيح الأَفْتَخ Megaptera: Longimana
-
الجَنِيح العُقَدي Megaptera: nodosa
-
الجَنِيح النيوزيلندي Megaptera: novae zealandiae
-
-
الحوجن Genus: Balaenoptera
-
الحَوْجن المنقاري Balaenoptera: rostrata
-
الحوجن الأدنى Balaenoptera: edeni
-
الحوجن الشمالي Balaenoptera: borealis
-
الحوجن المشتمل Balaenoptera: musculus
-
الحوجن السِّبلدي Balaenoptera: sibbaldi
-
الحوجن الجنوبي Balaenoptera: australis
-
الحوجن البَريدي Balaenoptera: brydei
-
الحوجن البتَاغوني Balaenoptera: Patachonica
-
الحوجن النَّفاخ Balaenoptera: physalus
-
الحوجن السِّبلدي الهندي Balaenoptera: sibbaldi indica
-
-
-
القُبيلة الثانية Suborder “B”
-
السِّنْحُوتيات Odontoceti
-
الفَصيلة الأولى Family 1
-
النفاخِيات Physeteridae
-
النفاخ Genus: Physeter
-
النفاخ الكَرَوَّس Physeter: macrocephalus
-
-
الكُغْيَة Genus: Cogia
-
الكُغْيَة الأقبص Genus: breviceps
-
الكُغْيَة الفِلَوري Genus: floweri
-
الكُغْيَة الغِرَيِّي Genus: grayi
-
الكُغْيَة البُطْسي Genus: pottsi
-
الكُغْيَة الأفْطَس Genus: simus
-
-
-
الفَصيلة الثانية Family 2
-
المُسَيَّفات Ziphiidae
-
الأبرود Genus: Hyperoöden
-
الأبرود المُكَلَّب Hyperoöden: rostratus
-
الأبرود الأخنس Hyperoöden: planifrons
-
الأبرود المُجَبَّه Hyperoöden: latifrons
-
-
المُسَيَّف Genus: Ziphius
-
المُسَيَّف ذو الكهف Ziphius: Cavirostris
-
المُسَيَّف النيوزيلندي Ziphius: novae zelandiae
-
-
السَّبلْدون Genus: Mesoplodon
-
السَّبلدون النابي Mesoplodon: bidens
-
السَّبلدون اللياردي Mesoplodon: layardi
-
السَّبلدون الأوروبي Mesoplodon: europaeus
-
السَّبلدون الهكتوري Mesoplodon: hectori
-
السَّبلدون البسفيكي Mesoplodon: pacificus
-
السَّبلدون الصُّوَرْبي Mesoplodon: Sowerbiensis
-
السَّبلدون الإسْطَنِرغِي Mesoplodon: stijnergi
-
-
البرَّار Genus: Berardius
-
البرار الأرنوكسي Berardius: arnouxi
-
البرار العَفِي Berardius: vegae
-
-
-
الفصيلة الثالثة Family 3
-
الهُنَيْدِيَّات Platanistidae
-
الهُنَيْد Genus: Platanista
-
الهُنَيْد الكنجي Platanista: gangetica
-
-
النَّقِيل Genus: Lipotes
-
النَّقِيل البَنْدِي Lipotes: vexillifer
-
-
-
الفصيلة الرابعة Family 4
-
العِنِّيَّات Iniidae
-
العِنية Genus: Inia
-
العِنية الجفروي Inia: geoffroyensis
-
العِنية البوليفي Inia: boliviensis
-
-
الخرَّاق Genus: Pontoporia
-
الخراق البِلِينفلي Pontoporia: blainvelli
-
-
-
الفَصِيلة الخامسة Family 5
-
الدُّلْفينيات Delphinidæ
-
الذُّنَّاب Genus: Monodon
-
الذُّنَّاب الأقرن Monodon: monoceros
-
-
الأَبْزَخ Genus: Delphinapterus
-
الأَبْزَخ الفضي Delphinapterus: Leucas
-
الأَبْزَخ الكِنْجي Delphinapterus: Kingii
-
-
الفوقين Genus: Phocaena
-
الفوقين الشائع Phocaena: communis
-
الفوقين الجوَّال Phocaena: relicta
-
-
النِّمْرِيس Genus: Neomeris
-
النِّمْرِيس الفُوقيني Neomeris: phocaenoides
-
-
الفَوْقَنْد Genus: phocaenoides
-
الإخطيم Genus: Cephalorhynchus
-
الإخطيم الهفسيدي Cephalorhynchus: heavisidei
-
الإخطيم الأقرح Cephalorhynchus: albifrons
-
الإخطيم الباهر Cephalorhynchus: eutropia
-
-
المُرَحَّل Genus: Sagmatias
-
الفَرَزَى Genus: Feresia
-
الحَوْتمَ Genus: Orca
-
الحَوْتمَ الجَلاد Orca: Gladiator
-
-
الحُوَيْتِم Genus: Pseudorca
-
الحويتم الكَوْمَح Pseudorca: crassidens
-
-
المُؤَوَّم Genus: Globiocephalus
-
المُؤَوَّم الأسود Globiocephalus: melas
-
المُؤَوَّم الهندي Globiocephalus: indicus
-
المُؤَوَّم الإسكمَّوني Globiocephalus: Scammoni
-
المُؤَوَّم الزُّعيْنِفِي Globiocephalus: brachypterus
-
المُؤَوَّم الإبري Globiocephalus: uncidens
-
المُؤَوَّم الحَشَّاد Globiocephalus: deductor
-
-
الغَرَمْبوز Genus:Grampus
-
الغرمبوز الرَّمادي Grampus: griseus
-
الغرمبوز الرتشاردسوني Grampus: richardsoni
-
-
اللغنور Genus: Lagenorhynchus
-
اللغنور الحديد Lagenorhynchus: acutus
-
اللغنور المصلِّب Lagenorhynchus: crucigera
-
اللغنور الأغر Lagenorhynchus: albirostris
-
اللغنور الملاح Lagenorhynchus: gubernator
-
اللغنور الأشكل Lagenorhynchus: leucopleurus
-
-
الدُّلفين:Genus: Delphinus
-
الدُّلفين الصَّليب Delphinus: delphis
-
الدُّلفين الدسميري Delphinus: dussumieri
-
الدُّلفين الكابي Delphinus: capensis
-
الدُّلفين الوردي Delphinus: roseiventris
-
الدُّلفين اليقظ Delphinus: attentuatus
-
الدلفين الملاوي Delphinus: malayanus
-
الدلفين البيردي Delphinus: bairdi
-
الدُّلفين المتوج Delphinus: coronatus
-
الدُّلفين الفورِسْتَري Delphinus: forsteri
-
الدُّلفين اليانيري Delphinus: janira
-
الدُّلفين الأشدخ Delphinus: leucorhamphus
-
الدُّلفين الأشرع Delphinus: longirostris
-
الدُّلفين الأكبر Delphinus: major
-
الدُّلفين الطَّرسي Delphinus: tursio
-
-
الطَّرْس Genus: Tursio
-
الطَّرْس البروني Tursio: beronii
-
الطرس القطبي Tursio: borealis
-
-
الطَّرْسوب Genus: Tursiops
-
الطَّرسوب الأثين Tursiops: Tursio
-
الطرسوب القَطَلاني Tursiops: catalania
-
الطرسوب أبو سلامة Tursiops: abusalam
-
الطرسوب الجِلِّي Tursiops: gilli
-
الطرسوب الأقطع Tursiops: truncatus
-
-
الشَّاطِن Genus: Steno
-
الشاطن الأغر Tursiops: Frontatus
-
الشاطن الفظ Tursiops: plumbeus
-
الشاطن النَّمِش Tursiops: lentiginosus
-
الشاطن الأخطم Tursiops: rostratus
-
-
السَّوْطَل Genus: Sotalia
-
السَّوْطَل البرازيلي Sotalia: braziliensis
-
السوطل الغِيَاني Sotalia: guianensis
-
السوطل الطقُوق Sotalia: tucuki
-
السوطل الحائل Sotalia: pailida
-
السَّوْطل النهري Sotalia: fluviatilis
-
السوطل الصيني Sotalia: sinensis
-
السوطل البورْنَوي Sotalia: borneënsis
-
السوطل الطُّؤزي Sotalia: teuxi
-
السوطل الجَدَمي Sotalia: gadamu
-
السوطل النَّمِش Sotalia: lentiginosa
-
-
الحيتان البائدة Extinct Cetacea
-
القُبيِّلة الأولى Suborder “A”
-
القَيْحُوتِيَّات Archæoceti
-
الفَصيلة Family
-
الزَّكَوِيَّات Zeuglodontidae
-
الأَلْحوت Genus: Protocetus
-
الأَلَحوت الأَرَومي Protocetus: atavus
-
-
الفجروت Genus: Eocetus
-
الفجروت الشِّوينفُرْثي Eocetus: Schweinfurthi
-
-
السَّفِيف Genus: Pappocetus
-
الزَّكَوِي Genus: Zeuglodon
-
الزَّكَوِي المُتَجَمِّع Zeuglodon: brachyspondylus
-
الزكوي القاطوسي Zeuglodon: cetoides
-
الزكوي الهروودي Zeuglodon: harwoodi
-
الزكوي الإيزيسي Zeuglodon: isis
-
الزكوي الأُزْريسي Zeuglodon: osiris
-
الزكوي المُؤَشَّرَ Zeuglodon: serratus
-
الزكوي الفَنْكِلينِي Zeuglodon: wanklyni
-
الزكوي الزِّيتلِّي Zeuglodon: zitteli
-
-
الكُنْدون Genus: Kekenodon
-
الكُنْدون الأُمْطِي Kekenodon: Omata
-
-
-
القُبيِّلة الثانية Suborder “B”
-
السِّنْحُوتِيَّات Odontoceti
-
الإسْقَلْدونِيَّات Squalodontidæ: Family1
-
الزُّكَيْوِي Genus: Microzeuglodon
-
الزُّكَيْوي القفقاجي Microzeuglodon: caucasicus
-
-
الإسْقَلْدون Genus: Squalodon
-
الرَّبِيء Genus: Prosqualodon
-
الرَّبيء الجنوبي Prosqualodon: australis
-
الربيء الدَّفِيدي Prosqualodon: davidi
-
-
-
الفَصيلة الثانية Family 2
-
النَّفَاخِيَّات Physeteridæ
-
الفصيلة الأولى النَّفَّاخِيَّة Subfamily 1: Physetininæ
-
المُحرِّق Genus: Scaldicetus
-
البَرْحوت Genus: Thalassocetus
-
اليَنْفوخ Genus: Prophyseter
-
النَّصُول Genus: Placoziphius
-
النُّفَيْوخ Genus: Physeterula
-
-
الفُصَيِّلة الثانية: المُسيَّفَةَ Subfamily 2: Ziphiinae
-
البَلْزوف Genus: Palaeoziphiis
-
المُقَرْضَب Genus: Mioziphius
-
الخُنْزُوف Genus: Choneziphius
-
السَّبَلْدُون Genus: Mesoplodon
-
-
-
الفَصِيلة الثالثة Family 3
-
اليَهْمُوتِيات Eurhinodelphidae
-
اليَهْموت Genus: Eurohiodelphis
-
-
الفَصِيلة الرابعة Family 4
-
الطَّرْفِينيَّات Acrodelphidae
-
الفُصَيِّلة الأولى: الفِضْحَوتية Subfamily 1: Argyrocetinae
-
العَقِيف Genus: Cyrtodelphis
-
العقيف المُنَفَّق Genus: Cyrtodelphis sulcatus
-
الفِضْحَوْت Genus: Argyrocetus
-
الأسْخور Genus: Ischyrorhynchu
-
الفُنْوَاغ Genus: Pontivaga
-
الصَّوْرَد Genus: Saurodephis
-
-
الفُصَيِّلة الثانية: الطَّرفينية Subfamily 2: Acrodelphiæ
-
الطَّرْفين Genus: Acrodelphis
-
الأُطْرُود Genus: Heterodelphis
-
الأطرود الشَّانب Genus: Heterodelphis leionodontus
-
البَدِيِّ Genus: Priscodelphinus
-
المُقْضَوضِب Genus: Rhabdosteus
-
المُحَيَّد Genus: Lophocetus
-
الزَّرَّاخ Genus: Zarhachis
-
القَنْطوس Genus: Ixacanthus
-
-
-
الفَصِيلة الخامسة Family 5
-
الدُّلْفِينيَّات Delphinidæ
-
الطَّلِيع Genus: Protophocæna
-
العَهِيد Genus: Palæophocæna
-
العهيد الأندروسُّوني Genus: Palæophocæna: andrussowni
-
العهيد الأَسَلِي Genus: Palæophocæna: spinnipennis
-
الشَّكِيل Genus: Delphinopsis
-
الشكيل الفِرْيري Genus: Delphtnopsis freyeri
-
البَيْثَن Genus: Pithanodelphis
-
-
-
القُبَيِّلة الثالثة Suborder “C”
-
السَّبَلْحوتيات Mystococeti
-
الفَصِيلة الأولى Family 1
-
الحَوْجَنِيَّات Balaenopteridae
-
الدَّني Genus: Plesiocetus
-
القاطوس Genus: Cetotherium
-
الشَّخِيس Genus: Heterocetus
-
الزَّحُوف Genus: Herpetocetus
-
الوَسيط Genus: Mesocetus
-
الحَوْجن Genus: Balaenoptera
-
الجَنِيح Genus: Megaptera
-
الذُّنْبُوب Genus: Siphonocetus
-
الهَوَّال Genus: Mesoteras
-
-
الفَصِيلة الثانية Family 2
-
البَالِيات Balænidæ
-
البال Genus: Balaena
-
البال النَّسيب Genus: Balaena affinis
-
البال البَدائي Genus: Balaena primigenius
-
البال الخطير Genus: Balaena (Balaenotus) insignis
-
البَنُول Genu 2: Balaenula
-
البَنُول النَّظير Balaenula balaenopsis
-
(٢) المبحث الثاني: وصف علمي تطابقي لقَبِيلة الحيتان
تختص قَبِيلة الحيتان بأن الحوض والأطراف الخلفية منضمرة قليلًا أو كثيرًا بحسب الأجناس، وجسمها يشبه السمك، معد للسبح في الماء، وينتهي بذنب أفقي الوضع، والأطراف الأمامية قصيرة أشبه بزعانف السمك، ومن أصابعها أصبع تزيد السُّلاميات فيه على ثلاث، والرقبة قصيرة. أما الفقارات العنقية فقد يكون عدد منه ملتصقًا بعضه ببعض. ويزيد هذا العدد أو ينقص بحسب الأجناس. وهي من الثدييات المائية (انظر الفصل الثاني).
(٢-١) القَبِيلة الأولى. السَّبَلْحوتيات (أو) السَّبَلِيات Mystacoceti (or) Mysticeti = Whalebone Whales
تتألف بحسب التصنيف الذي جرينا عليه من فصيلة واحدة، وأربعة أجناس، وأحد عشر نوعًا.
(١) الأسنان لا تنمو حتى تصبح ذات وظيفة، ولا تظهر إلا في الصغار، ثم تستبدل في الأفراد البالغين بالبَلِّين أو العظم الحوتي (انظر الباليات). (٢) فتحة التنفس مزدوجة. (٣) الرأس تام التجانس الجانبي. (٤) شقتا الضَّبة مقنطرتين إلى الخارج، ولا يحدث بينهما ارتفاق حقيقي (٥) القص يتألف باطرادٍ من قطعة عظمية واحدة، الضلوع لا تتداور إلا مع النواشز الفقارية المستعرضة.
الفَصِيلة: البَالِيَّات Balænidæ
لها عظم باليٌّ، توجد الأسنان في الطور الجنسي، الفقار الصدري ملتحم الأجزاء، الطرفان الأماميان خماسيَّا الأصابع، منطقة النحر غير محززة، الزعنفة الظهرية فاقدة.
-
(١)
البال Balæna: يتراوح الطول بين خمسين وستين قدمًا، الزعنفة الظهرية فاقِدة، الرأس ربع طول البدن، العظم البالي أو البلِّين بالغ الطول، البلعوم غير منفق، الناشزة الحجاجية ليست أكثر عرضًا من الناشزة التحتية للحكمة، الفقار العنقي غير ملتحم الفقارات، اللوح الكتفي شامخ بعض الشيء، الطرف المؤخر فيه آثار من القصبة، ليس في الأمعاء مِمَرْغة (مصران أعور). لا تنمو الأسنان نموًا وظيفيًّا بل تزول قبل نهاية الطور الرحمي للجنين، العظام الدمعية صغيرة ومميزة تمامًا من العظم الوجني، العظم الأُصْموخي مُلَوَّب وملتحم بالعظم المحيطي للأذن، العضو الشَّمِّي نامٍ ومعين تمامًا.
-
(٢)
البُوَيْل Neobalaena: له زعنفة ظهرية مِنْجَلِية الشكل، البَلِّين طويل، النحر أملس غير منفق، الفقارات ٤٣، فقار الرقبة ملتحم الفقارات، فقارات الظهر ١٧-١٨ فله على ذلك أكبر عدد من الفقارات تكون لصورة من صور الحيتان، اللوح الكتفي أشبه بلوح الهِرْكَوْل منه بلوح الحوت الأثين، البَلِّين أبيض اللون.
-
(٣)
السَّبَّاح Rhachianectes: تدل خَصِّيَّاته الهيكلية على أنه يربط بين فَصِيلتي الحَوْجَنِيات والبَالِيات إذا اعتبر جنس الحوجن فَصيلة، الجمجمة أشبه بجمجمة الهِرْكَوْل، العظام القَبيليحكمية منضغطة حيال خط الوسط، فقارات العنق طليقة، وكذلك القص، اللوح الكتفي على صورة اللوح في حوت البَال.
-
(٤)
الجَنِيح Megaptera: الزِّعنفة الظهرية غير بالغة الشُّموخ فتكون أشبه بسنام متطامن، السباحتان طويلتان، له في الغالب عظم أَخْرم وناشزة غُرَابية.
-
(٥)
الحوجن Balaenoptera: جنس يتضمن الهَرَاكِلَة، حيتان بَلينِيَّة كبيرة الحجوم، الرأس صغير نسبيًّا، الزِّعْنِفَة الظهرية غير فاقدة، في النحر أنفاق طويلة كبيرة، عظام الجمجمة متوسطة التقنطر، صفائح البَلِّين أقصر منها في الحيتان الأثينة، السباحتان رباعيتا الأصابع، الفقارات العنقية في أكثرها طليقة.
(٢-٢) القَبِيلة الثانية: السِّنْحوتِيات (أو) المُسَنَّنَات Odontoceti (or) Denticeti = Toothed Whales
تظهر الأسنان المتكلسة في الولائد، وهي كثيرة في العادة، ولكنها قد تنزل إلى سِن واحد، ليس لها بَلِّين (عظم حوتي)، سطح الجمجمة العلوي لا تجانسي الجانبين، العظام الأنفية إما أن تأخذ صورة درنات أو صفائح مبسوطة. مستقرة بمقربة من العظم الجَبْهِي، العضو الشَّمِّي إما عسني وإما فاقد البتة، مؤخر الحكمة يغشى الصفحة الحجاجية من العظم الجبهي، العظم الدمعي، قد يكون غير منفصل عن العظم الوَجْنِي، فإذا انفصل عنه يكون بالغ الضخامة فيؤلف جزءًا من سقف الحجاج، العظم الأُصْمُوخي غير ملتحم مع العظم المحيطي الأذني، شعبتا الضبة مستقيمتان، وفيهما فتحة قِمَعِيَّة تسلم إلى القناة السِّنِّية، كثير من الأضلاع الأمامية لها نواشز رأسية، القص قطع تستوي إحداها خلف الأخرى، يتصل بالقصِّ عدة أزواج من الأضلاع، الضلوع القَصِّية، إما غضروفية وإما متعظمة، وقب التنفس مفرد، وهو هلالي الشكل مستعرض الوضع صمامي التكوين، اليد خماسية الأصابع، ليس لها مِمْرَغة (مصران أعور)، ما عدا جنس الهُنَيد.
الفصيلة الأولى: النَّفَّاخِيَّات Physeteridæ
الأسنان على الضَّبَّة دون الحَكمَة، من أصولها البائدة صور اختص فكاها بمنظومة كاملة من الأسنان، الأضلاع أكثرها ذات رأسين، الشراسيف (رءوس الأضلاع) لا تتعظم مطلقًا، العظام الصَّخْرِ يصْمُوخية وثيقة الاتصال بالجمجمة، للجمجمة حيود كبيرة خلف المنخرين، ارتفاق شعبتي الضَّبَّة قد يزيد أو يقل، وقب النفث مستوٍ إلى الجانب الأيسر، المعدة عضلية، الأسنان على الضبة كثيرة العدد، في حَكَمَات العنابر العائشة أسنان تبلغ الواحدة بوصة طولًا مندفنة في اللثة.
-
(١)
النَّفَّاخ Physeter: الخطم أقطع كليل بالغ الضخامة، تشرف قمة الجمجمة فتصير حيدًا عظيمًا يستوي مستعرضًا، العظم الجداري يلتحم بالعظم الفَوْقيقَمَحْدُوي (الفَوقيقُذَالي)، العظم الوَجْني كبير، العظمان الجناحيان يتقابلان تحتيًّا، ارتفاق شعبتي الضبة بالغ الطول، فقار العنق أولى فقاراته طليقة والبقية ملتحمة، فقار الظهر ١٤ فقارة، والقطن ٨، والذنب ٢٤، القص ثلاث قطع، وهو مُثَلَّثَاني الشكل، لوح الكتف مقعر السطح الخارجي، محدَّب السطح الداخلي، بعض الأضلاع غضروفية، السباحتان قصيرتان، طوله حوالي ٦٠ قدمًا.
-
(٢)
الكُغْيَة Cogia: أصغر حجمًا من النَّفَّاح: له زعنفة منجلية الشكل كبيرة النماء، دُلفيني التركيب، صغير الخطم، وقب النفث هلالي الفتحة، فقارات الرقبة ملتحمة جميعًا: الجمجمة قصيرة لا تجانسية الجانبين من حيث التساوي، الأضلاع تختلف: فهي إما ١٢ أو ١٤، ليس للوح الكتفي ناحية مُقَعَّرة كما في النَّفَّاخ، الأسنان تتراوح بين ٩ أو ١٢: له سِنَّان في الحكمة عَسْنِيَّان (أثريان)، الفقارات: ٧ عنقية، ١٤ ظهرية، ٣٠ إلى ٥٠ قطنية وذنبية، الطول يتراوح بين ٧ و١٠ أقدام.
الفصيلة الثانية: المُسيَّفات Ziphiidæ
تمت بآصرة إلى النَّفَّاخيات، هُيِّئ الفكان في أجناسها المنقرضة بأسنان على العكس من الأنواع الحديثة، فإن الأسنان فيها اقتصرت على زوج واحد أو زوجين وتكون على الضبة دون الحكمة، وفي الذكور دون الإناث، الأسنان في الأجناس الأثينة مكسوة بطبقة رقيقة من المينا، لها أسنان عسنية (أثرية) صغيرة تتراوح عدتها بين ١٧ و١٩ زوجًا في كل من الفكين، تندفن في اللثة، ارتفاق شعبتي الضَّبَّة طويل في الأجناس القديمة، قصير في الأجناس الحديثة، الجمجمة منضغطة من ناحية فتؤلف حيدًا من الناحية الأخرى، لها عظمان جناحيان غليظان، لها منقار شِبْهُعَاجِي (عاجاني)، الفقاراتان الأوليان في العُنق مندمجتان، والبقية طليقة في المسيفات المنقارية الأثينة ملتصقة مع الفقارة الظهرية الأولى في المسيفات الكنفيرية، لها وثار ليفي قبيل وقب النفث: فتحة وقب النفث هلالية الشكل وتقع في وسط خط الرأس الأوسط.
-
(١)
الأُبرود Hyperoödon: من المسيفات الكنفيرية: يرتفع السطح الأعلى من الرأس فيؤلف بروزًا حادًّا أمام وقب النفث، له سنان على الضبة مندفنين فيها، ليس في سباحتيه ندوب أو لُمَع، طوله حوالي ثلاثين قدمًا، وإناثه حوالي ٢٤ قدمًا، اللون: الولائد سود الظهور، فإذا تقدمت إلى البلوغ خفت الظلال السود فصارت إلى السمرة وقد ينقلب اللون عند الهرم إلى الصُّفرة، حول العنق طوق أبيض، يسبح في رعلان قليلة العدد.
-
(٢)
المُسَيَّف Ziphius: المجال الوَسَطيمِصْفَوِي متعظم، العظمان الأنفيان مندمجان، ويؤلفان كاهل الجمجمة، له سنان بمقربة من ارتفاق شعبتي الضَّبَّة، على الفك الأعلى أسنان غير عاملة، فقاراته: ٧ عنقية، ٩-١٠ ظهرية، ١١ قطنية، ٢١ ذنبية.
-
(٣)
السَّبَلْدون Mesoplodon: معتدل الحجم، يتراوح طوله بين ١٥ و١٧ قدمًا، المصفوي متعظم، العظام الأنفية تقع بين طرفي القبيليحكمية من أعلى له زوج من الأسنان على الضبة، فقاراته: ٧ عنقية، ٩-١٠ ظهرية، ١٠-١١ قطنية، ١٩-٢٠ ذنبية، القَصِّ أربع أو خمس قطع، فقارات العنق منها طليق ومنها ملتحم، وبعضها ملتحم اطرادًا.
-
(٤)
البَرَّار Berardius: الجمجمة أكثر تجانسًا مما في السَّبَلْدون، عظام الأنف تؤلف اليافوخ، المصفوي جزئي التعظم، الأسنان أربعة: اثنان على كل من شُعْبَتَي الضَّبَّة، ذُرَى الأسنان مكبة نحو الأمام، فقاراته: ٧ عنقية، ٩-١٠ ظهرية، ١٠–١٢ قطنية، ١٩ ذنبية.
الفَصيلة الثالثة: الهُنَيدِيَّات Platanistidæ
فقارات العنق طليقة وأطول نسبيًّا مما في بقية الحيتان، الفكان طويلان ضيقان وارتفاقهما بالغ الامتداد، الأسنان عديدة، تدل مرائيها على آصرة تصلها بأجناس الخَرَّاق والذُّنَّاب والأَبْزَخ.
-
(١)
الهُنَيد Platanista: يسمى «السَّوْس» في مرابيه، يقطن نهر الكَنْج والسِّند والبرامابوترا وروافدها، يُظن أنه نهريٌّ صرف، فلا يغشى الماء الملح، يتغذى بالإربيان والسمك، المنقار منضغط طويل، الزعنفة الظهرية عسنية، السباحتان مثلثتان مروحيتا الصورة، العينان بئيلتان عسنيتان، وقب النفث شَدْخ مستطيل، الأسنان مخروطية أو أسطوانية كبيرة الحجم، في الجمجمة حيود كبيرة عند منبت المنقار، عدد الأسنان ثلاثون سنًّا على كل من شعبتي الفكين، اللون إلى السواد، الإناث أكبر حجمًا من الذكور: الطول بين ٧ و٨ أقدام، كفيف البصر: لم يرَ في مياه البحر الملحة، يهاجر في مياه الأنهار.
-
(٢)
النَّقيل Lipotes: طوله ٨ أقدام، زعنفته عسنية كالهنيد، إلى البياض جميعًا، حَكَمَتُه معقوفة إلى أعلى، أسنانه ٣٢، مرابيه بحيرة «تونج تنج» على ٦٠٠ ميل من نهر «يونجتسي كيانج» في الصين.
الفَصيلة الرابعة: العِنِّيَّات Iniidæ
هي جنس العِنْيَة مُفَرَّعًا فَصِيلة مستقلة من الدُّلفينيات والهنيديات عند بعض المواليديين، ولكن ذلك لم يتأيد علميًّا، ففرع الجنس فُصَيِّلَة سميت العِنِّيَّة. وخصياتها هي خصيات جنس العِنْيَة الجفروي.
-
(١)
العِنْيَة الجُفْروي Inia Geoffroyensis: الخطم طويل أسطواني، عدد الأسنان يتراوح بين ٢٦ و٣٣ على كل من شُعْبتي الفَكَّين، فيه شعرات سُلَّائية موزعة توزيعًا غير منظم: الزِّعنفة منضمرة فهي أشبه بحيد متطامن، في كل سن عقدة تستوي على الجانب الداخلي من قاعدة التاج، الذكور سبع أقدام طولًا، والإناث أزيد قليلًا من نصف ذلك المقدار. لونه أسود، ولكن عثر منه بأفراد فاحمة السواد وأخرى إلى الحمرة، العينان ناميتان، ليس للسباحتين ذلك الشكل المروحي الذي هو من خَصِّيات الدلفين الكنجي، القص قصير إلى العرض، مؤلف من عظم واحد، النواشز الأفقية المستعرضة في فقارات الجزء المؤخر من الجذع ممعنة العرض.
-
(٢)
الخَرَّاق البِلِينْفِلِّي Pontoporia blainvillei: الزعنفة الظهرية مستبانة، الفكان فيهما استطالة. أسنانه تتراوح بين خمسين وستين على كل من الفكين، القص مستطيل ومؤلف من عظمين مميزين، النواشز المستعرضة في الفقارات القطنية عريضة جهد العرض، الضلوع القصِّية متعظمة تداور الضلوع مع الفقارات على نفس الصورة التي في الدُّلْفينيات.
الفَصيلة الخامسة: الدُّلْفِينِيَّات Delphinidæ
ينطوي تحتها الجزء الأعظم من قَبِيلة الحيتان، ومن أبين خصياتها أنها إما صغيرة الحجم أو معتدلته، الأسنان كثيرة على الضَّبَّة والحكمة معًا، العظام الحَكَمِيَّة بلا حيود كبيرة، الجناحيان يلتقيان غالبًا في خط الوسط ويغلفان باحة هوائية مفتوحة من الخلف، الأضلاع الأمامية مزدوجة الرءوس، والخلفية ذات رءوس عقدية لا غير، الأضلاع القصية متعظمة، يقول «فلاور»: إنها تتفرع عشرين جنسًا، وقد تبلغ واحدًا وعشرين، ولكن عدد الأنواع المُفَرَّعة عليها محفوف بالشك الكبير. ويقول المواليدي «ترو»: إن أكثر من خمسين نوعًا تحتاج إلى تحقيق وقد وضعت أسماء علمية لأكثر من مائة نوع، فتصنيف هذه الفصيلة يحتاج إلى زمن ودرس حتى يستقر على أساس صحيح.
-
(١)
الذُّنَّاب Monodon: السنان الأماميان استحالا سنًّا واحدًا كأنه قرن طويل متصل بالفك الأعلى، ويكون ذلك في الذكور، وهو في الإناث عسني (أثري) فقارات الرقبة طليقة، الفقارات: ٧ عنقية، ١١ ظهرية، ٦ قطنية، ٢٦ ذنبية، لا شعرات في بدنه سواء في الوجه أو الزِّعْنِفة الظهرية.
-
(٢)
الأَبْزَخ Deiphinapterus: وهو البهار أو الحوت الأبيض، عدد الأسنان يتراوح بين ٨ و١٠ وتكون في الجزء المقدم من الفك، الفقارات العنقية طليقة، الفقارات: ٧ عنقية، ١١-١٢ ظهرية، ٩ قطنية، ٢٣ ذنبية، الجناحيان متباعدان، ليس له زعنفة ظهرية، لونه إلى البياض.
-
(٣)
الفُوقين Phocæna: الأسنان ١٦ إلى ٢٦ على كل من شعبتي الفكين، التيجان مفصصة منضغطة، الجناحيان لا يلتقيان، على الزعنفة الظهرية صف من العقد، الفقارات ٦٤ منها ٧ عنقية، العنق فيه تخصُّر، الزعنفة الظهرية في منتصف الظهر تقريبًا، مثلثة الشكل، للسباحة الواحدة خمس أصابع، وهي بيضية أو مِنْجَليَّة الشكل شيئًا ما.
-
(٤)
النِّمْريس Neomeris: ليس له زعنفة ظهرية، ولا يختلف عن الفُوقين في غير ذلك من الخصيات تقريبًا. طوله أربع أقدام، يقطن بحار الهند ورأس الرجا الصالح واليابان.
-
(٥)
الفَوْقَنْد Phocænoids: مرابيه شمالي المحيط الهادي، وله كالفُوقين والنِّمريس عقد جلدية، أسنانه ١٩–٢٢ وهي أصغر بكثير من أسنان الفوقين، كثير الفقارات إذ يتراوح عددها بين ٩٥ و٩٧، بدلًا من ٦٤–٦٧ في الفوقين الجنيس.
-
(٦)
الإخْطيم Cephalorhynchus: عدد الأسنان ٢٥ إلى ٣١ سنًّا وهي صغيرة حديدة، الجناحيان متصلان متباعدان، الزعنفة الظهرية غير منجلية فهي مثلثة أو بيضية، المنقار غير بَيِّن الظهور من الرأس.
-
(٧)
الحويت Orcella: أسنانه بين ١٤ و١٩ سنًّا صغيرة حديدة في كل من شعبتي الفكين، الجناحيان منفصلان بفرجة كبيرة، الزعنفة الظهرية صغيرة منجلية، الفقارات: ٧ عنقية، ١٩ ظهرية، ١٤ قطنية، ٢٦ ذنبية، من أضلاعه سبعة مزدوجة الرءوس، ويتصل خمسة منها بالقص.
-
(٨)
المُرَحَّل Sagmatias: عُرف من جمجمة عثر بها. شامخ العظام القبيليحَكَمية فصارت جِيدًا، الجناحيان قصيران، أسنانه ٣٢ على كل من شعبتي الفكين.
-
(٩)
الفَرَزَى Feresia: عُرف من جمجمتين عثر بهما، وكان على كل من شعبتي الفكين ١٢ سنًّا، يظن أنه حلقة تصل بين أجناس المُؤَوَّم والغرمبوز واللغنور، وخصيته المميزة في أسنانه.
-
(١٠)
الحَوْتَم Orca: شديد الافتراس، الأسنان تتراوح بين ١٠ و١٣ سنًّا طويلة، قوية، الجناحيان لا يلتقيان تمامًا، الفقارات: ٧ عنقية، ١١-١٢ ظهرية، ١٠ قطنية، ٢٣ ذنبية، الفقارتان الأوليان أو ثلاث الفقارات الأولى من فقارات العنق ملتحمة، الزعنفة الظهرية شامخة مدببة.
-
(١١)
الحُوَيْتم Pseudorca: ذو آصرة بالحوتم ولا يختلف عنه إلا بقليل من الخصائص، عدد الأسنان ٨ إلى ١٠ أشبه بأسنان الحوتم، الزِّعنفة الظهرية إلى الصغر، منجلية الشكل، الفقارات: ٧ عنقية، ١٠ ظهرية، ٩ قطنية، ٢٤ ذنبية، ستٌّ من فقارات العنق، إن لم تكن السبع جميعًا، ملتحمة.
-
(١٢)
المُؤَوَّم Globiccephalus: الأسنان ٧ إلى ١٢، وتكون على كل من شعبتي الفكين وتستوي عند مقدميهما، الجمجمة كأنها حيد من وراء وقب النفث، الجناحيان كبيران متصلان، السباحتان طويلتان منجليتان له زعنفة ظهرية، ليس له منقار، الفقارات: ٧ عنقية، ١١ ظهرية، ١١ إلى ١٤ قَطَنِيَّة، ٢٩ ذنبية، ستة أزواج من ضلوعه مزدوجة الرءوس.
-
(١٣)
الغَرَمْبوز Grampus: ذو آصرة بالمُؤَوَّم، ليس له أسنان في الحَكَمَة، جميع أسنانه على الضَّبَّة، وهي تتراوح بين ثلاثة وسبعة، الجناحيان متصلان، السباحتان طويلتان، له اثنا عشر زوجًا من الضلوع، منها ستة مزدوجة الرءوس.
-
(١٤)
اللغنور Lagenorhynchus: ذو منقار قصير غير بَيِّن، السباحتان والزعنفة الظهرية جميعها منجلية الشكل، الأسنان صغيرة، عِدَّتُها بين ٢٢ و٤٥ على كل من شعبتي الفكين، الفقارات تختلف بين ٧٢ و٩٢ فقارة، الجناحيان إما منفصلان وإما متصلان بحسب الأنواع، الأضلاع تتفاوت بين ١٥ و١٦ زوجًا، منها ستة مزدوجة الرءوس.
-
(١٥)
الدلفين Delphinus: الأسنان صغيرة كثيرة، تتراوح عدتها بين ٤٧ و٦٥ سنًّا، والفقارات: ٧ عنقية، ١٤-١٥ ظهرية، ٢١ قطنية، ٣٠-٣١ ذنبية، الفقارتان الأولى والثانية، أي الأطلسية والمحورية، من فقارات العنق ملتحمتان، الحافة الحنكية من الحَكمَة عميقة التحزَّز، الزعانف، السباحتان وزعنفة الظهر، منجلية، الظهر طويل مميز المجالي.
-
(١٦)
الطُّرْس Tursio: فاقد زعنفة الظهر، الأسنان كثيرة صغيرة، ٤٤ سنًّا على كل من شعبتي الفكين، الجناحيان منفصلان.
-
(١٧)
الطُّرْسُوب Tursiops: الأسنان كبيرة تتراوح عدتها بين ٢٢ و٢٦ على كل من شعبتي الفكين، الفقارات: ٧ عنقية، ١٢-١٣ ظهرية، ١٦-١٧ قطنية، ٢٧ ذنبية، الجناحيان متصلان، المنقار بيِّن.
-
(١٨)
الأصدر Prodelphinus: الخطم متراوح الطول والحجم بحسب الأنواع، الارتفاق الضَّبِّي قصير، الأسنان ٣٠/٣٠ إلى ٥٠/٥٠ صغيرة الحجم، الفقارات تتراوح بين ٧٣ إلى ٧٨ فقارة.
-
(١٩)
الرُّهْروه Lissodelphinus: لونه بياض وسواد، ليس له زعنفة ظهرية، الأسنان بين ٤٠ و٥٠، يقطن البحار الجنوبية.
-
(٢٠)
الشَّاطِن Steno: الأسنان كبيرة قليلة العدد، تتراوح عدتها بين ٢٠ و٢٧ على كل من شعبتي الفكين، الفقارات: ٧ عنقية، ١٢-١٣ ظهرية، ١٥ قطنية، ٣٠–٣٢ ذنبية، الجناحيان متصلان.
-
(٢١)
السَّوْطَل Sotalia: الأسنان كبيرة، عدتها بين ٢٦ إلى ٣٢ سنًّا، الفقارات: ٧ عنقية، ١١-١٢ ظهرية، ١٠–١٤ قطنية، ٢٢ ذنبية، العظمان الجناحيان لا يلتقيان عند خط الوسط، له منقار بَيِّن.
(٣-١) التعريف بالحيتان
-
(١)
الجسم مكون على غرار السمك، وليس لها آذان نابية أو أطراف مؤخرية أو فرو، ولكن لها بشرة ناعمة تهيؤها للسبح بسرعة في الماء.
-
(٢)
الأطراف المؤخرة قد استحالت أعضاء دافعة لها وظيفة الزعانف الجنبية في السمك.
-
(٣)
يغلب أن يكون لها زِعْنِفَة ظهرية.
-
(٤)
للذنب أسطوانتان عريضتان تزيدان من قدرتها على السبح، ولكنهما أفقيتان لا رأسيتان كما في السمك. وبذلك تزداد قدرتها على حركتي: الصعود والهبوط، وهما حركتان ضروريتان لها؛ إذ تحتاج إلى استنشاق الهواء.
-
(٥)
المنخران في أعلى الرأس، حتى لا تحتاج إلا لرفع جزء من الجسم فويق الماء، ويمكن سدهما بجهاز خاص.
-
(٦)
الحلقوم مستطيل، ويلتقي بالمنخرين، فيكوِّنان مسلكًا ينفذ منه الهواء إلى الرئتين، وبذلك يمكن غلق الفم في أثناء التنفس، إذ يكون الفم تحت مستوى الماء.
-
(٧)
للمجموع الوعائي ضفائر كثيرة تسمى «الشُّعُّ الوِعَائي»،٢٤ ويرجح أن تكون وظيفتها اختزان كمية كبيرة من الدم، فينتج عن ذلك اختزان كمية كبيرة من الأكسجين.
-
(٨)
لها طبقة غليظة من الشحم تحت الجلد للاحتفاظ بحرارة الجسم، فيعوض ذلك عليها ما تفقده من الحرارة بانجراد الجسم من الشعر، كما تجعل الجسم أكثر قدرة على العوم.
-
(٩)
العظام خفيفة.
-
(١٠)
العيون صغيرة.
-
(١١)
غدد الدمع والعرق واللعاب فاقدة، إذ لا فائدة منها لأحياء تعيش وتغتذي في الماء.
(٣-٢) الصورة الخارجية External Form
ولقد سبق أن نقلنا عن «بوراديل» قوله إن الأطراف المؤخرية استحالت أعضاء دافعة لها وظيفة الزعانف الجنبية في السمك، ويقصد بذلك الفلقتين الأفقيتين اللتين تتعاوران الذنب عن يمين وشمال.
على أن هيئة السمك، تلك الهيئة التي انطبعت بها الحيتان، ليست غير وسيلة أو أداة تسهل لها السبح في الماء والتنقل من محيطه. وكذلك نرى أن الحيتان تشابه الأسماك في خصية اللون، فظهورها كَمِدة وبطونها إلى البياض، وتلك صفة تجعل رؤية الحيوان صعبة على الرائي، سواء أنظر إليه من أعلى أم من أسفل في مسارحه المائية.
(٣-٣) النماء والعمر Growth and Age
(٣-٤) الهجرات Migrations
انتقال أكثر الحيتان من مكان إلى مكان، يتوقف على حاجتها إلى أمرين: الاغتذاء والتوالد.
ويغلب أن هذا الجنس وكثيرًا من الحيتان، يفتقد المياه الدافئة ليلد صغاره فيها، وأن التزاوج يقع في ذلك الوقت نفسه. أما رحلته إلى الجنوب، والضرب فيه مسافات شاسعات فطلبًا للقوت.
(٣-٥) التوالد Breeding
وزمن الحمل أقل من سنة شيئًا ما، ولكن المعتقد أن الحيتان البَلِّينية لا تلد غير مرة كل سنتين. وولادة بعض الأنواع قد تحدث في فصول تتفاوت مواعيدها بعض التفاوت، كما هي عادة البَرْبوز (الدَّوْحَر) العادي، ويقع ذلك في أواخر الربيع أو أوائل الصيف.
(٣-٦) الشحم Blubber
والشحم قليل التكون في الحيتان الحديثة الولادة. وربما كان هذا سببًا في أن الأمهات ينتجعن المياه الدافئة، كلما قرب ميعاد ولادتهن.
وتختلف ماهية الشحم باختلاف الأوقات، فإن الحيتان تكون عند ارتياد البحار المتجمدة أنحل عادة مما تكون بعد أن تظل زمنًا ما في تلك البحار، حيث يزيد الشحم ويزكو ويحسن صنفه، تبعًا لحسن الغذاء الذي تحصل عليه في تلك الأصقاع. فإن معدات الحيتان التي تصاد في مياه المناطق المعتدلة كثيرًا ما تكون خاوية، ويكون الشحم في تلك الظروف بمثابة طعام مختزن يستمد منه الجسم حاجته عند الضرورة. وقد يكون للشحم فائدة أخرى ذات بال. فربما كان حاميًا يحمي الأنسجة من التهتك لدى الغوص إلى الأعماق البعيدة، بفعل الضغط المائي الشديد، الذي يكون فوق الجسم، واقعًا على السطح الأعلى منه.
(٣-٧) أعضاء الحس Sense Organs
يقول «إسْكورِسبي» إن حاسة النظر في الحوت الغرينلندي حادة. في حين أنه قليل السمع في خارج الماء، فإذا كان تحته أزعجه أي اضطراب يصيب الماء.
(٣-٨) الغذاء Food
(٣-٩) الجلد واللون Skin and Colour
السواد هو اللون الغالب في الأجزاء الفوقية. أما الأجزاء التحتية فبيض. ويختلف انتشار هذين اللونين باختلاف الأنواع. وقد تزيد الأجزاء البيض مع التقدم في العمر. ولبعض الدلافين أسير سود يمتد من مؤخر العين إلى طرف السباحة على الجانبين. وربما مثَّل هذا السير الحدود التي كان ينتهي عندها السواد في أسلافها.
(٣-١٠) الشعر Hair
(٣-١١) التنفس Respiration
تطفو الحيتان للتنفس في فترات تختلف في العادة بين ٥ و١٠ دقائق، ولكن الفترة الواقعة بين كل تنفسين لا تتجاوز بحال ٤٥ دقيقة.
(٣-١٢) النفث Spouting١٤٨
النفث في الحيتان جزء من التنفس، وهو عبارة عن إخراج الهواء من الرئتين عندما يطفو الحوت ليتزود بالهواء النقي، قبل أن يسبر مرة أخرى في عمق الماء.
(٣-١٣) الرقبة Neck
تبعًا لفقدان أي مظهر يدل على وجود رقبة في الحيتان، قصرت الفقارات المكونة لهذا الجزء من عمود الفقار قصرًا غير مألوف، حتى أصبح وهو لا يتجاوز القدم طولًا في أضخم الحيتان.
(٣-١٤) الهيكل Skeleton
إذا تأملت من هيكل عظمي لحوت، وقف نظرك حيث تلاحظ سلاسة مداوره، وأن العظام إسفنجية القوام، وأنها في حالة الحياة تكون مشبعة بالدهن، ولأكثر أنواع هذه القبيلة أسنان، قد يقتصر وجودها على الضَّبَّة (الفك الأسفل) وقد يمثلها سنان لا غير، واحد على كل من طَوَارَيْها.
(٣-١٥) النشأة Origin
(٣-١٦) لا علاقة للحيتان بالأسماك No Connection with Fishes
وظاهر أن هذا هو السبب في أن فلقتي الذنب في الحيتان أفقيتا الوضع لا رأسيتاه؛ لأن هذا الوضع هو أنسب الأوضاع التي تساعد على الطفو إلى سطح الماء بسرعة مناسبة من أعماق بعيدة.
(٣-١٧) الأطراف Limbs
(٣-١٨) الأنواع المصِيدة Species Hunted
إن اختراع السهم الهلبي، ثم تحسينه في سنة ١٨٦٥، قد هيأ صناعة التحويت بقوة جديدة ووسيلة فذة، أدت إلى نجاح عظيم في صيد الحيتان على شواطئ «فوكلند» وبحر «رُس». وقد تحسنت مع الزمن وسائل التحويت عما كانت عليه في سنة ١٨٦٥، وقويت شوكة الحواتين بوسائلهم الجديدة، فتعرضت الحيتان المصيدة لخطر الإبادة الكاملة.
إن هذه الحقائق لا تقبل الجدل. ولولا أن تتخذ من الآن وسائل لحماية الحيتان المصيدة، فإنها ستصبح عما قليل حديثًا يُرْوَى. ولقد دلت التجارب على أن الحيتان إذا هجرت حقلًا من حقولها البحرية، فقلما تعود إليه بعد قليل من الزمن، ولو لم تطارد.
كان عدد الحيتان التي صيدت من مياه الأطلنطي المحاذية للقطب الجنوبي ١٠٠٠٠ حوت صيدت في موسم واحد، وفي موسم سنة ١٩٢٥-١٩٢٦ صيد ٧٠٠٠ منها جنوبي «جورجيا» وحدها. ولا شك في أن التاريخ لا يزوِّدنا بشيء يقنعنا بأن صناعة التحويت يمكن أن تستمر على هذه الوتيرة إلى غير نهاية، وإذن فالضرورة تقضي بأن توضع حدود لهذه الصناعة تقفها عند حد معقول، وإنها لضرورة عاجلة.
(٣-١٩) الحيتان الكبرى في سبيل الانقراض Extinction of Large Whales
ولم تجب سفن التحويت التي كانت تخرج من «نيو إنجلند» البحار الواقعة بين جزائر الهند الغربية في أثناء تعقبها لحيتان العنبر إلا بعد سنة ١٧٦٠، وقبل سنة ١٧٧٠ تجاوزت بعض السفن خط الاستواء في غربي المحيط الأطلنطي.
على أن صناعة التحويت قد قامت في وجهها عقبات عديدة. فصيد الحيتان في أثناء الحروب الخارجية والأهلية، كانت من أخص تلك العقبات. أضف إلى ذلك عقبات من ضروب أخرى، مثل تباين نسب التأمين، وضيق الأسواق بسبب تحديدها، وتذبذب الأسعار الكبير في أسواق دهن الحوت وبقية المنتجات التي تخرج من الحيتان المصيدة.
إن نشوء صناعة التحويت وازدهارها واضمحلالها، قد تخللتها أدوار من الصعود والهبوط، تبعًا للإمعان في صيد صنوف معينة من الحيتان، لا في نصف الكرة الجنوبي وحده، بل في كل بحار الدنيا.
إذا أصاب السهم هدفه، فقد قضى على الحوت. وقد تسبر بعض الحيتان إذا أصيبت لتعالج في تلك الأعماق سكرة الموت، ولكن سرعان ما يُجَرُّ الحوتُ إلى سطح الماء بحبل متين يكون مربوطًا في السهم عند قذفه، ثم يجذب إلى جانب الحوَّاتة، حيث يخترق جسمه بأنبوب مفَرَّغ يتصل به مضخة هوائية تنفخ الجثة وتشبعها بالهواء لتطفو. ثم يغرس في الجثة عَلم للدلالة على أنها من صيد سفينة تابعة لدولة معينة، ثم يفكُّ الحبل من السهم الذي يترك في جثة الحوت، فتظل طافية تتقاذفها الأمواج، حتى إذا صيد من الحيتان عدد كافٍ، التقطت جثثها بعد حين وجُرَّت إلى المصنع الطَّافي، وهي سفينة أخرى أعدت معملًا لمعالجة الحيتان المصيدة، أو إلى المحطة الساحلية.
عندما استخدمت المصانع الطافية أول الأمر، اتخذت لها سفائن تتراوح حمولتها بين ٢٣٠٠ و٦٠٠٠ طنًّا، وكانت الحيتان المصيدة في ذلك العهد تؤرَّبُ أجزاء وهي طافية إلى جانب السفينة وترفع الرأس والشحم منها إلى الظَّهر. ولكن من أجل أن تكون معالجة الجثة أتَمَّ وأعود بالفائدة، أُدْخِلَت إصلاحات عديدة على هذه المصانع الطافية، فجهِّزَت السفائن الحديثة بباب خلفي يستوي فويق «مروحة الدفع» أو «الدَّفاعة» يجر منه الحوت إلى السَّطح برافعة بخارية. فإذا انطرح الحوت الهائل هنالك، فلا تمضي عليه ساعة أو ساعتان حتى يكون قد أرِّبت أجزاؤه تأريبًا، لا يخلِّف منه مضغة من لحم أو عظم، أو سؤرًا من شحم أو دهن.
إن تفريغ أكثر المصانع الطافية الآن لا يقل عن عشرين ألف طن. ومنها واحد يُسَمى «ترجي فيكن»، وهو أكبرها، يبلغ طوله ٦٣٣ قدمًا وتفريغه ٣٠٠٠٠ طن. ولا يعمل معه أقل من عشر حَواتات لتزوِّده بقتلى الحيتان حتى يَظَلَّ المعمل في حركة دائمة ليل نهار.
•••
طُلِبت الحيتان قبل الحرب العالمية الأولى لحاجات مدنية، فلما استعرت نار تلك الحرب طُلبت لاستخراج مادة الجليسرين. وقد طلبتها الدول بشراهة، لا لشيء إلا لتصنع منها مفرقعات يُقْتَل بها أبناء آدم، فزاد قتل الحيتان في البحار. ليزيد قتل الناس فوق اليابسة. ولكنَّ سادات الماء مضين في التناقص شيئًا بعد شيء، حتى هَدَّدَهن الموت بالدثور التام. وكانت المادة الجليسرين قبل الحرب العالمية الأولى من الأشياء التي يستخرجها الصَّبَّانون بصفتها مادة ثانوية من صناعتهم. ولكن الحرب تطلبت هذه المادة وكثر الطلب عليها لصناعة القذائف وغيرها من مواد القتل. وكان من أثر تلك الحرب أن وقف التحويت في شمالي المحيط الأطلنطي؛ لأنه كان مسرحًا من مسارحها الهامة، فتحولت جهود الحواتين إلى جنوبيه. وبذلك بدأ إفناء الحيتان في الجنوب على نسبة واسعة، بعد أن أنقذت الحرب حيتان الشمال إلى حين.
•••
وفي خلال سنة ٣٧-١٩٣٨ وحدها قتل من الحيتان ما عدَّته ٥٤٦٦٤ منها ٤٦٠٣٩ صيدت من مناطق الجمد الجنوبي في أثناء فصل الصيد الذي يبلغ ٩٧ يومًا، ويبدأ بالثامن من ديسمبر إلى الخامس عشر من مارس، واشتغلت فيه ٢٥٦ حَوَّاتة عَمِلت مع ٣١ مصنعًا طافيًا، ومحطتين بَرِّيتين.
وقد بلغ عدد حيتان العنبر التي صيدت في المحطات البرية والمصانع الطافية على شواطئ «شيلي» أكثر من نصف العدد الذي صيد، وقد بلغ ١٥٠٠٠ حوت.
وظهر أول دليل على تناقص الحيتان في منطقة الجمد الجنوبي في موسم سنة ١٩٣٦-١٩٣٧. ففي السنين السابقة زاد عدد الحيتان الزرق المصيدة على المنارات بنسبة ٢ إلى ١ من مجموع الصيد السنوي. أما في ذلك الموسم فقد صيد من المنارات (١٤٣٨١) عدد أزيد مما صيد من الحيتان الزرق (١٤٣٠٤)، وفي السنة التالية (٣٧-١٩٣٨) صيد من هذه ١٤٨٠١ ومن تلك ٢٠٧٨٤.
كان الحوت الأزرق مادة الصيد الرئيسة في مياه الجمد الجنوبي. ولا يندر أن يصل طول هذا الحوت مائة قدم، وهو أكبر حيوان عاش فوق هذه الأرض على ما نعلم حتى الآن. ومن المعروف أن الدهن وبقية المواد التي يحصل عليها من حوت أزرق طوله ٧٥ قدمًا، قد يوازي ما يحصل عليه من منارتين أو من عنبرين طولهما معًا ١١٠ أقدام، أو من ثلاث حيتان مسنمة مجموع طولها مائتي قدم.
ولقد أفاض الكُتَّاب في اتساع رقعة صيد الحوت في الأعوام الأخيرة، وأوضحوا أن نسبة الصيد وفتك وسائله، سيكونان لعنة مجتاحة على عشيرة الحيتان الكبرى. أما الحواتون فيقولون إن البحار المحيطة بمنطقة الجمد الجنوبي، رقعة شاسعة الأرجاء مفعمة بالحيتان، وإنها مُكْتَنَزٌ لا تفنى وسائله، وإن ما يقتل منها يحلُّ محله حيتان تهاجر في رقاع غير مطروقة.
غير أن بعض شركات صيد الحوت قد عبرت عما يساورها من قلق على صناعة التحويت في المستقبل القريب، إذا استمرت نسبة قتل الحيتان مطلقة غير محدودة. وبُعَيد قليل أخذت بعض الحكومات التي يشترك رعاياها في صناعة التحويت تفضي بقلقها من جراء ذلك النشاط الكبير في قتل الحوت في مناطق الجمد الجنوبية، وقد وصلت إلى نسبة ينبغي معها أن ينظر في وضع قيود عاجلة تراعى بدقة، إذا أريد أن لا تتعرض صناعة التحويت إلى أخطار محزنة.
وبالرغم من الصعاب التي تعترض سبيل مثل هذه السياسة، فقد اعترف أنه رغبة في الاحتفاظ بعشيرة الحيتان، فإن وضع هذه السياسة موضع التنفيذ ممكن بتشريع دولي. وفي الثالث من شهر أبريل سنة ١٩٣٠ التأمت في برلين لجنة من الخبراء استجابة لرغبة المجلس الاقتصادي في عصبة الأمم، لتنظر في إمكان وضع قواعد تنظيمة لصناعة التحويت. وقد وضع المشروع ثم عُدِّل تعديلًا جزئيًّا، وصودق عليه بأغلبية ١٧ صوتًا إلى ثمانية أصوات. ولكن هذا الاتفاق لم ينفذ حتى سنة ١٩٣٥، وبه ضربت الحماية على كل الحيتان الأثينة. وحرم أخذ الأفلاء أو قتلها، أو الإناث التي ترافقها أفلاؤها، وأن جثث الحيتان ينبغي أن لا يُسْرَف في إهمال أجزاء منها، بل يجب الانتفاع بكل جزئياتها.
على أن أول قيد فرض على التحويت كان منع الصيد في المياه الساحلية في سنة ١٩٣٢، وهو قيد جاء نتيجة لضرورة اقتصادية. وعطل سوق دهن الحوت وظلت سفن التحويت النرويجية في مراسيها. وفي خلال الموسم التالي، وقد جدت قواسر أزمة مالية، اتفقت جميع الشركات، ما عدا واحدة، على أن تقصر المحصول على ٢٠٠٠٠٠٠ برميل من دهن الحوت ولا تتعداها.
وعندما رأت الحكومة النرويجية أن موسم ١٩٣٤-١٩٣٥ سوف لا تفرض فيه قيود على صيد الحيتان، أنست أن هناك ضرورة ملحة في إعادة النظر في قانون التحويت النرويجي وتعديله، ذلك بأن القدرة الفائقة التي تزود بها الحواتون باتخاذهم المصانع الطافية، قد هدد بقاء الحيتان في البحار تهديدًا كبيرًا، بل أنذر بفنائها.
وقد ترتب على ذلك أن قانون التحويت النرويجي الذي صدر في سنة ١٩٣٤ قد أعطى للتاج سلطة تحديد موسم التحويت وقصره على فترات معينة من السنة، وأوجب أن يكون الانتفاع بجثث الحيتان كاملًا بحيث لا ينبذ من أجسادها شيء، ومنع صيد الحيتان التي لم تبلغ حجمًا معينًا.
واتفقت الحكومتان البريطانية والنرويجية على تحريم التحويت في موسم سنة ١٩٣٦ في المناطق الواقعة جنوبي الخط ٤٠ من خطوط العرض الشمالية، وجعل الموسم ٩٠ يومًا من ٨ من ديسمبر إلى ٧ من مارس، وأن يحدد عدد الحواتات العاملة مع المصانع الطافية.
إننا نشهد في زماننا آخر حلقة من حلقات تاريخ التحويت؛ لأنه بعد جوب البحار الجنوبية التي صيد منها ما لا يقل عن ٧٥٠٠٠٠ حوت في خلال الأربعين عامًا المنصرمة، لم يبقَ من محل في بحار الأرض لم تجبه سفن التحويت لاستهلاك ما فيه.
أما إذا استمر صيد الحوت على نسبته الحاضرة، فلا شك في أن الزمن سوف يصل بنا سراعًا إلى حيث نشهد تناقص الحيتان إلى درجة يتعذر معها وجود مادة تغذِّي تلك المصانع الطافية، ونشهد فوق ذلك دثور كنز من كنوز الطبيعة تفنيه أطماع البشر.
(٣-٢٠) المواد التجارية Commercial Products
(٣-٢١) درجة الحرارة Temperature
وظاهر أن إجراء مثل هذه التجربة على الحيتان العظمى أمر مستحيل استحالة مادية، فقصر الباحثون بحوثهم على الحيتان عند تشريح جثثها بعد الموت.
إن طبقة الشحم السَّطحية التي تقي الحيتان البرد، من شأنها أن تجعل تبريد الدم بعد الموت عملية أطول مدى منها في كثير من الثدييات، ولذا كان للتجارب التي أجريت على حيتان ميتة لمعرفة حالات حرارتها الجسمية ذات قيمة علمية.
(٣-٢٢) الجمجمة Cranium
(٣-٢٣) الأجزاء اللينة Soft Parts
(٣-٢٤) الحيتان عشيرة جديدة Whales: A modern group
(٣-٢٥) خصائص مميزة أخرى Other Distinguishing Characters
(٣-٢٦) صعوبة بحثها علميًّا Difficulty of Sceientific Study
من أجل أن الحيتان مُحيطيَّة العادات، ومن أجل أنها عظيمة الحجوم هائلة الأقدار، فإنه يصعب درسها درسًا وافيًا، بل إن ذلك يكاد يكون متعذرًا.
والأفراد التي قد يقذفها البحر إلى الشاطئ أو تلك التي تجنح بعض الأحيان، لا يتمكن العلماء من بحثها بحثًا يرضي العلم؛ لأنهم لا يدركونها إلا وهي في حالة من الفساد والانحلال لا تسمح بأن يجرى عليها بحث علمي سديد.
لهذا كان استجماع المعلومات الخاصة عن طبقات الحيتان وعاداتها تدرُّجيًّا وبقدر ما تسمح الظروف التي تمكن من البحث العلمي.
ويعود الفضل في أكثر المعلومات العلمية الهامة إلى رجال يقظين اشتغلوا بالتحويت وامتد بهم الزمن في هذه المهنة مما جعل لملاحظاتهم قيمة علمية كبيرة. وبالرغم مما استجمعه العلماء وما تلقَّوه عن الحَوَّاتين من المعلومات، فإن مجال البحث في الحيتان لا يزال واسعًا رحيبًا.
(٣-٢٧) الاستيطان Distribution
تسكن الحيتان جميع بحار الأرض، من خط الاستواء إلى منطقتي الجمد. وبعض الحيتان الكبيرة كانت تعيش في مناطق معينة متزاحمة فيها، غير أن بعضها قل عدده وندر والبعض الآخر كاد يَمَّحِي منها أو مُحِيَ فعلًا.