مهمةٌ إنسانية
في مغامرة «العدو الغامض» التقى الشياطين اﻟ ١٣ برجلٍ طيب القلب في «روما» يُدعى السنيور «بنيتو» … هذا الرجل الطيب استضاف «أحمد» و«عثمان» في «الفيلا» التي يمتلكها في «روما» عندما عرف أن الصديقين يبحثان عن مأوًى في ليلٍ قارس البرد …
وقد دُهش الصديقان عندما علِما أن السنيور «بنيتو» دعاهما لقضاء الليل عنده؛ لأن «أحمد» يُشبه ولده المفقود «كارلو» …
وقد رحبت زوجة السنيور «بنيتو» بهما … وأخذت تتأمَّل «أحمد» في إعجابٍ وحُب … وتتذكر ولدها المفقود «كارلو» الذي اختفى منذ أسابيع وفشلت قوات الشرطة في العثور عليه …
ومضت أسابيعٌ أخرى … ووراءها شهورٌ أخرى … وذات يوم جلس الشياطين اﻟ ١٣ … يُقيِّمون جميع مغامراتهم سواء التي انتهت بانتصارٍ حاسم … أو التي انتهت بانتصارٍ … أو التي انتهت بانتصارٍ غير حاسم مثل مغامرة «روكو» العبيط الذي لم يعثروا عليه … وفجأةً قال «عثمان»: هناك مغامرة انتهت بانتصارنا انتصارًا ساحقًا … ولكن ثمة شيء في نفسي لا أنساه … إنني أوجِّه سؤالي إلى «أحمد»: ألا تتذكر هذه المغامرة؟
فكَّر «أحمد» لحظات ثُم قال: مغامرة العدو الغامض!
عثمان: إنك شيطانٌ مدهش!
أحمد: إنني لا أستطيع أن أنسى وجه السنيور «بنيتو» … هذا الوجه الطيب، وكرم السنيورة زوجته … وإن كنت لا أذكُر اسمها!
عثمان: أظن أن اسمها كان «جينا»!
أحمد: لقد كانا يعيشان في مأساةٍ بعد اختفاء ولدهما «كارلو»!
عثمان: الذي يُشبهك؟
أحمد: نعم.
عثمان: عندي اقتراح.
أحمد: ما هو؟
عثمان: إننا بلا عمل منذ فترة … لماذا لا نطلُب من رقم «صفر» أن يُعطينا إجازة …
نقضيها في «روما» … وهناك نتصل بالسنيور «بنيتو» ونسأله عن ابنه … فإذا لم يكن قد عاد نقوم بالبحث عنه … إن الرجل قدَّم لنا خدمةً لا تُنسى … فلماذا لا نُقدِّم له هذه الخدمة الإنسانية!
أحمد: إنني على استعداد.
إلهام: إنكما تتحدَّثان كأننا غير موجودين … لماذا لا يشترك بقية الشياطين في هذه المغامرة الإنسانية؟
أحمد: إن هذا يتوقف على قرار رقم «صفر»!
إلهام: سأتحدث إلى رقم «صفر» غدًا صباحًا … وأظن أنه كأبٍ لن يتردَّد في الموافقة.
وفي صباح اليوم التالي طلبت «إلهام» من قسم الاتصالات الداخلية أن تتحدَّث إلى رقم «صفر» … الذي ردَّ عليها على الفور: «إلهام» … ماذا أستطيع أن أقدم لك؟
إلهام: إنه رجاءٌ بسيط أيها الزعيم … لعلك تتذكَّر مغامرة «العدو الغامض»!
رقم «صفر»: طبعًا … إن كل مغامرات الشياطين اﻟ ١٣ مسجلة عندي … وأنا أتذكر هذه المغامرة جيدًا.
إلهام: سيدي … لقد كان ثمة شخص خارج المغامرة … أي أنه لم يكن من الشياطين اﻟ ١٣، ولا من العصابة … ولكنه رجلٌ ساعد الشياطين اﻟ ١٣ في موقفٍ عصيب … وقد كنَّا نتحدث عنه الآن … إنه يُدعى «السنيور بنيتو».
رقم «صفر»: لقد جاء ذلك في تقرير «أحمد» عن المغامرة … وقد فهمت أن «بنيتو» ساعد «عثمان» و«أحمد» في موقفٍ عصيب.
إلهام: إن السنيور «بنيتو» له ولدٌ يُدعى «كارلو» اختفى في ظروفٍ غامضة … وهو يُشبه «أحمد» كثيرًا … وقد ناقش الشياطين الموقف … وهم يرجون أن يُمنح بعضنا إجازةً سنقضيها في «روما» للبحث عن «كارلو» … إنها مهمةٌ ليست لها علاقة بنشاط الشياطين … ولكنها مهمة إنسانية.
رقم «صفر»: إنني لا أستطيع الوقوف أمام أي عملٍ إنساني … لقد مررتُ بظروفٍ مُماثلة … وليس عندي مانع من أن يسافر عدد منكم إلى «روما» للبحث عن «كارلو»، إن واجبنا أن نُساعد الذين ساعدونا.
إلهام: إننا نشكرك يا سيدي على هذا الموقف النبيل.
رقم «صفر»: بل إنني الذي أشكركم على التفكير في هذه المهمة الإنسانية.
أغلقت «إلهام» التليفون الداخلي، وأسرعت إلى حيث كان الشياطين يُشاهدون فيلمًا تسجيليًّا عن الأسلحة الخفيفة … والتطورات التي أُدخلت عليها … وكيف استطاعت بعض العصابات تصنيع أنواع من المُسدَّسات الصغيرة الحجم … القوية الأثر … البعيدة المسافة …
انضمت «إلهام» إلى الشياطين في قاعة العرض … وجلست بجوار «عثمان».
قال «عثمان» هامسًا: ماذا حدث؟
إلهام: اتصلت به.
عثمان: وماذا قال لك؟
إلهام: وافق.
عثمان: أنت فتاةٌ مُدهشة …
ومال «عثمان» على «زبيدة» وأخبرها بما حدث … ومالت «زبيدة» على «أحمد» وأخبرته بما سمعت … وانتقل الخبر بين الصفوف … وعلم الشياطين جميعًا أن رقم «صفر» وافق على أن يقوم عددٌ من الشياطين بالسفر إلى «روما» للقيام بهذه المهمة الإنسانية … وهي البحث عن الشاب «كارلو بنيتو»!
وكان طبيعيًّا أن يسافر «أحمد» و«عثمان»؛ لأنهما اللذان يعرفان «بنيتو» … واختارا … «زبيدة» و«إلهام» للسفر معهما.