الصوت
ما هو الصوت؟ هو مجموع أصوات تخرج من الرئتين والفم وقوامه التنفس، فإذا انقطع التنفس انقطع الصوت.
فالصوت يتكون في الحنجرة أثناء الزفير؛ لأن الهواء الذي تستوعبه الرئتان لا يمكن أن يلبث فيها طويلًا فتنقبضان وتطردانه من الشعب إلى القصبة، فإذا بقي الحلق مفتوحًا خرج الهواء بسهولة دون أن يحدث صوتًا، أما إذا تدانت الأوتار القائمة على جوانب الحلق وقفل هذا أو ضاق حصل الصوت؛ لأن هذه الأوتار أو الأغشية البارزة تهتز ويهتز معها الهواء العابر عليها والخارج بقوة من الصدر.
وقد تتشنج بعض عضلات التنفس لسبب ما فيحول الصوت إلى تنهد أو ضحك أو شهيق أو سعال أو فواق أو غير ذلك.
صفات الصوت: القوة والنبرة والرنة، فالقوة هي سعة اهتزازات الآلة الصوتية، وهي تتعلق بالقوة التي يطرد فيها الهواء من الرئتين، كما أن قوة الصوت الخارج من أوتار العود مرجعها قوة ضرب الأنامل، والنبرة هي في درجة شد الأوتار وما ينجم عنها من تغير في مدى الاهتزاز. وهذا الشد يقوم به عضلات الحنجرة التي تشد أو ترخى، والتي قد يصيبها شلل كما في بعض الأمراض العصبية؛ فيبح الصوت أو ينطفي. أما الرنة فهي التي تميز الأصوات بعضها عن بعض؛ لأنها تتعلق بتجويف الفم وتختلف في كل واحد باختلاف هذا التجويف. إذن لا علاقة للرنة في قوة الصوت ونبرته، وقد يصل الإنسان بالتمرين إلى تبديل رنة صوته كما يفعل المقلدون في محاكاة غيرهم من الناس، أو محاكاة أصوات الحيوان.
تأثير الأعضاء التناسلية في الصوت: أول أثر للأعضاء التناسلية في الصوت يظهر عند المراهقة؛ لنموِّ الحنجرة نموًّا هائلًا، فإنه في بضعة شهور تكتسب الحنجرة من الكبر قدر ما اكتسبته من الولادة إلى زمن المراهقة؛ فيتبدل الصوت تبدلًا سريعًا، ولهذا ترى صوت الخصيان لا يفرق من صوت الأولاد؛ لأن الخصاء يمنع هذا النمو أن يحصل، ولما كان للأعضاء التناسلية هذا الأثر العظيم في آلة الصوت، كان من المحقق أن الإفراط في الشهوات يفضي إلى إفساد الصوت.