الرياضة التنفسية
قلنا إن حسن الصوت يتعلق بحسن التنفس، فكلما كان استيعاب الهواء قويًّا كان الصوت عظيمًا ثابتًا، ولهذا كان من اللازم رياضة التنفس والتمرين عليه لحفظ الصوت وإنمائه.
هذا التمرين على أربعة وجوه:
التمرين الأول
اضطجع على ظهرك وجسمك عارٍ أو مغطى برداء بسيط حُر من كل رباط يضايق حركاته.
ثم تنفس من أنفك تنفسًا بطيئًا عميقًا غير منقطع؛ فتحس أضلاعك تتمدد، وبطنك ينتفخ والصدر ينفتح إلى الأمام، أما الترقوتان فتظلان ثابتتين لا تتحركان من موضعهما، وبعد أن تستوعب الهواء توقف ثلاث ثوان، ثم اطرد الهواء بسرعة فاتحًا فمك.
هذا التمرين يوسع الصدر، ومتى تعود عليه المرء أمكنه القيام به وهو جالس على كرسي، ثم فيما بعد وهو قائم.
التمرين الثاني
يؤخذ به بعد إتقان الأول وهو على عكسه تمامًا، أي أن تستوعب الهواء بسرعة وتطرده ببطء ونظام فاتحًا فمك، وهو أصعب مطلبًا؛ لأن إخراج الهواء ببطء يقتضي عناية وجهدًا، ولكي يقف المتمرن على درجة تقدمه في هذه الرياضة يمكنه أن يضع إزاء فمه ريشة خفيفة معلقة بخيط أو شمعة مضيئة، فيعرف مقدرته على إيقاف زفيره من تحرك الريشة أو لهيب الشمعة.
ولا يجوز التكلم حين الزفير أي عندما يكون المزمار مفتوحًا، كي لا يشترك في العمل غير أعضاء التنفس.
التمرين الثالث
هو في عمل الاثنين مشتركين، وكذلك التمرين الرابع.
- (١)
استيعاب سريع، وزفير بطيء.
- (٢)
استيعاب بطيء، وزفير سريع.
- (٣)
استيعاب سريع، وزفير سريع.
- (٤)
استيعاب بطيء، وزفير بطيء.
يجب أن تعلم أيها القارئ أن الغاية من هذه الرياضة ليست الوصول إلى إدخال أعظم مقدار من الهواء إلى الرئتين، بل تربية جهاز التنفس وإخضاعه لنظام محدود، ولا يجب عند الزفير إخراج كل الهواء الموجود في الرئتين بل يُترك قسم منه، والقاعدة المتبعة عند المتكلمين في الجماهير هي أن يستوعبوا الهواء كلما سنحت الفرصة في عرض كلامهم، وإن يكن الباقي منه في الرئتين كافيًا للتنفس العادي؛ ذلك لأن إخراج الهواء كله يتعب الصوت كثيرًا، ولأن ادخار كمية زائدة عن الحاجة قد يأتي بالنجدة المنتظرة كما في الجمل الطويلة مثلًا.