الواحدة مساءً
يَمرُّ الغريب،
يدوس دفاترها،
يبعثر عُلبة ألوانها.
يَمضي حظُّها في الغياب.
يلملم أنينُها بقايا كتاب ممزق.
وجمرٌ يتناسل من صبرها.
واسمها المكتوب يحمل شغف فقرها.
تسكن بيتًا منسوجًا من خاصرة الرياح،
يتخلى عنه الضوء
كأنه فتاةٌ منسية.
•••
بعينين ساكنتين تمشي بركنٍ مهجور،
يدركها الزمن المكلوم،
والدرب المسيَّج بالخوف.
تركض في مفاصلها العَتَمَة،
تذوي في خطوط الشمس،
ومن وقتٍ لآخر يصطادها وَهَجٌ؛
فتسقط من ذاكرة الحجر.
•••
المدينة التي كانت تزورها
محملةً بالحلوى
واللُّعب.
ذات نهارٍ مُعتم
دفنت آخرَ ابتساماتها،
وأغلقت نوافذ الضوء،
وفتحت بوَّابة المقابر.