التاسعة مساءً
كرائحة فنجانٍ من البُنِّ،
مغمورٍ بقطرة حليب.
من فجرٍ ضائعٍ في سرداب
يتصاعد من القاع ضوءُ قمرٍ بارد يتماهى.
تائه فيما يقطعه من خطوات.
منذور للضياع في أرض مذبوحة
يتدلى منها عمر مقيت.
الاحتفال يحصُده وتذروه الرياح.
•••
الشمس ترتشف قهوتها الصباحية،
ظلالها المغروسة في تشققات الأسفلت
تضيءُ منحنياتها.
يرتشف الوقت صمت قبورها.
واللحظات تخلع ما عَلِقَ بها من أشلاء الخراب.
وخنجرها المشدود بخاصرتهم
يرمي هدوءه،
منذ أن أحكمت المدينة قبضتها.
•••
حين يسحب الليل جثته، وتعزف السماء مَوَّالها،
سأدعوه؛
لرقصةٍ هاربة من «البرع».
يحدق المزمار بأطراف قلبه،
ويحسب عمر الاندهاش،
فيصحو،
على عمرٍ من خمس دقائق.
من سيكتب الغياب؟!
واليقظة تجهض أحلامه.
•••
على ضِفاف سحاب يذوي،
كضريح جسد،
يداه مغروستان بالنشيج،
تبدآن بالطواف حول الدهاليز.