محاربة قوة الشر
إن كان سيُكتَب للإعلام «الخارق» أن يتولى مهمة الإنقاذ، فإننا بحاجة إلى الحرص على أنه يملك الأدوات اللازمة لأداء هذه المهمة. تتطلب التحديات الجديدة قوًى جديدة، وليس هناك تحدٍّ لقدرة الصحافة أعظم من الإرهاب، فإن الحوادث والقضايا المتعلقة بالأمن العام والصراع المجتمعي هي من أصعب الأمور التي يغطيها الصحفيون، فهي معقدة وذات أهمية حيوية. والإعلام الإخباري هو جزء مهم من هذه الأحداث؛ فإذا أساءت وسائل الإعلام الإخبارية فهم ما يحدث، فكلٌّ منا سوف يدفع الثمن. لكن ثمة دروس يمكننا تعلُّمها من تفحُّص القضايا المتفاقمة التي يثيرها الإرهاب والمجتمع. إن التعامل مع مهمة فهم الأمور فهمًا صحيحًا هو طريقة جيدة لفهم الكيفية التي بها يجب أن تختلف الصحافة الشبكية في تكوينها وممارستها وعلاقتها بالمجتمع. سوف يتناول هذا الفصل دور صحافة أكثر شبكية في التعامل مع قضايا المجتمع في بريطانيا ثم سيتناول السياق الدولي للنقاش العالمي حول الدين والسياسة.
(١) الإرهاب، والأمن العام، والتلاحم المجتمعي
كانت الرسالة المسجَّلة على شريط فيديو للانتحاري البريطاني محمد صديق خان مثالًا رائعًا لإرهابي يستخدم وسائل الإعلام. كانت أفعاله بمنزلة تحدٍّ للإعلام بطرق ربما تزيد عما تصوره. أقصد بلفظة «إرهاب» مجموعة من القضايا المتداخلة. كي نفهم أحداثًا مثل تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر بنيويورك أو السابع من يوليو في لندن، علينا أن نلمَّ بمعلومات تزيد كثيرًا عن هوية مرتكبيها وماذا دفعهم لارتكابها، وهذا أمر صعب للغاية. على أننا نحتاج أيضًا إلى فهم أشياء أخرى كثيرة؛ إذ نحتاج إلى تحليل العلاقة بين العديد من الصراعات الدولية المتنوعة في بقاع مثل الشرق الأوسط والطريقة التي تتصرف بها الجماعات المهاجرة في المجتمعات المضيفة، ونحتاج إلى تأويل الديناميات السياسية المختلفة في الإسلام الحديث وعلاقتها بالأيديولوجيات والمعتقدات الأخرى وبالظروف الاجتماعية الجديدة. يتعيَّن على الصحافة أن تكون قادرة على تقصِّي الصراعات على السلطة بداخل تحزبات في الحكومات الغربية، وجماعات المجتمع المحلي، والقوى المحلية أو الإقليمية حول العالم. لا بد أن يمنح الإعلام صوتًا لأولئك الذين أضرَّ بهم الإرهاب ولأولئك الذين دُفعوا إلى استخدامه، ولا بد أن يساعد في إجراء حوار، لكنه لا يجب أن يصبح أداة دعائية. هذه مهام كثيرة على الصحافة التقليدية. لكن البعض سيقولون إننا ينبغي أن نطلب منها مهام أكثر من هذه.
الصحافة ليست معفاة من المطالب الأخلاقية أكثر من أي قطاع آخر من قطاعات المجتمع. قطعًا ينبغي أن تسعى الصحافة من أجل بلوغ الموضوعية والحيادية وقواعد سلوك مهنية صارمة، وعلى غرار الشرطة أو الساسة أو المعلمين أو أي فئة أخرى مؤثرة في المجتمع، ينبغي على الصحافة تجنب الإضرار بالآخرين على الأقل، وأن تتصرف على نحو مثالي كقوًى تقدمية. بعبارة أخرى: تتحمل الصحافة مسئوليات بالفعل. غير أن السؤال الحقيقي يدور حول الطريقة المثلى للتأكيد على تلك المسئوليات وتنفيذها. وفي سياق التغطية الصحفية يزداد موضوع الإرهاب أهمية وصعوبة.
يمثل الإرهاب شكلًا استثنائيًّا غير مباشر من السياسة والعنف، وهو مصمَّم عمدًا كي يفرض نفسه على الساحة، وسرعان ما يصير من الموضوعات الملحة التي تتناولها وسائل الإعلام. لم يكن مقصودًا بالهجوم على برجي مركز التجارة العالمي إذلال الولايات المتحدة اقتصاديًّا أو عسكريًّا، وإنما كان تعبيرًا عن القوة، وصورة من صور التحدي، وأمارة تهديدية قُصد بها أن تبث الرعب والإذلال والغضب في النفوس. لقد أُنشئت مواقع الويب الخاصة بالجهاديين لتحقق هدفًا؛ فقد كانت وظيفتها نقل المعلومات للجماعات الإرهابية ومؤيديها وتجنيد المزيد من الجهاديين وجمع التبرعات من أجل القضية. إذن هم يستغلُّون قدرة الإعلام الجديد على الوصول إلى كل أنحاء العالم وعدم خضوعه للمساءلة. بالمثل أصبح تنظيم القاعدة ماهرًا في بثِّ المقاطع الصوتية ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت والمنافذ الأخرى للحفاظ على بقائه، فيما عانت بريطانيا كي تفهم كيف ارتكب إرهابيون ترعرعوا فيها الأعمال الوحشية التي اقترفوها في السابع من يوليو، كانت الجماعة الإرهابية نفسها هي من قدمت الإجابة؛ فقد شرح محمد صديق خان، المفجِّر الانتحاري الذي كان يعمل مساعد مدرس في السابق، بالتفصيل الممل دوافعه السياسية والدينية في مقطع فيديو طويل، وقد أُعد مقطع الفيديو بحرفية شديدة وكان يرتدي فيه زي القتال الخاص بتنظيم القاعدة، بل وتضمن دحضًا مسبقًا لما سيثيره العمل الإرهابي من تحليلات في صورة تقريع ضد الإعلام اقتبسته في بداية هذا الفصل. لقد كان شكلًا مشوَّهًا أخلاقيًّا من الصحافة الشبكية، وهو دليل على أن الأسلوب الشبكي ليس نبيل المقصد دائمًا.
إن نشأة هذا الإرهاب وأي حل له أمران متأصلان في المجتمع. إن واحدة من مآسي عبارة «الحرب على الإرهاب» هي الإشارة إلى أنه يمكن التغلُّب عليه عسكريًّا. ما من جماعة إرهابية كبيرة مُحيت من الوجود بالجهود الأمنية؛ إذ تحققت جميع «الانتصارات» على الإرهاب بفعل عمليات سياسية واجتماعية في آخر المطاف. لا يعني هذا أنه لا ينبغي على الحكومات مواصلة حملاتها ضد الإرهاب، لكنه يعني أننا يجدر بنا أن نعير المزيد من الانتباه إلى الظروف التي ترعاه. بفهم المجتمعات التي «تكفل» الإرهاب، يمكننا أن نبدأ في عملية تقويض من يدعمهم. هذا صحيح على المستويين المحلي والقومي، فلو أن مجتمعات مثل مجتمع المسلمين في بريطانيا تنوي أن تكون جزءًا من مكافحة الإرهاب وليست جزءًا من المشكلة، فعلى وسائل الإعلام أن تساعدها على نقل مجموعة مختلفة من الرسائل. يتعيَّن عليها على سبيل المثال أن تدعم النقاش الدائر بين المسلمين أنفسهم حول الكيفية التي سيتجاوبون بها مع الإرهاب. يتعيَّن عليها أيضًا نقل حوار بين المسلمين والمجتمع الأوسع الذي يسعى إلى تقليل التهديد وفي الوقت نفسه الحفاظ على قيم المجتمع وهويته.
يحتاج هذا أن يحدث على المستوى العالمي بالمثل. يمثِّل هذا المنهج نسخة من استعارة «تجفيف منابع الإرهاب» البدائية. إن تحقيق السلام في فلسطين وتقليل الفاقة في البلدان المسلمة لن يكون كافيًا لتنظيم لقاعدة؛ فهم لديهم أنواع شتَّى من الأهداف العامَّة والخاصة التي تتجاوز هذه الأهداف، فدوافعهم على الأرجح سيكولوجية سياسية، بالإضافة إلى الدوافع المادية. غير أننا لا نسعى إلى تهدئة الإرهابيين أو إرضائهم، إنما نسعى إلى تقليل الدعم الذي يحصلون عليه وإضعاف تأثيرهم إلى الدرجة التي يفقدون معها أهميتهم. هناك حاجة إلى أن يفهم مختلف السكان هذه القضايا فهمًا أكبر. لكن هناك أيضًا حاجة إلى توافر المزيد من المعرفة والمزيد من النقاش القوي المفتوح بين المسلمين في مختلف البلدان حول واقع السياسة في أماكن مثل الشرق الأوسط. على سبيل المثال، يتذرع الشباب المسلمون في بريطانيا باستمرار بالمعاملة التي يتلقاها المسلمون في الشرق الأوسط وبالأخصِّ في الأراضي الفلسطينية كسبب لغضبهم من الحكومة البريطانية. ومع ذلك فهم لا يفطنون على ما يبدو إلى الطريقة التي بها تخلَّى الكثير من البلدان المسلمة الشقيقة بالمنطقة عن الفلسطينيين وأساءت معاملتهم. إن ما يتلقَّونه من تدفقات معلوماتية شديدة الانتقائية وناقصة، ولا يفعل الإعلام الأكبر ما يكفي لتصحيح هذا الوضع. يلعب الإعلام دورًا حيويًّا في هذه العملية؛ إذ كيف يمكن للعامة دونه أن يكوِّنوا آراءهم عن أناس لا يمكنهم التواصل معهم؟
لا تصلنا في الوقت الحالي صورة كاملة ومفصلة عن أشقائنا البشر عبر الإعلام التقليدي. نحن بحاجة إلى هذا الفهم الأكثر ذكاءً والأكثر «إنسانية» كي نتجاوز الأفكار النمطية. لا يمكننا تعلُّم كيف نسير قدمًا نحو مستقبل فيه مؤازرة الإرهاب معدومة إلا من خلال عملية إعلامية أكثر تعقيدًا؛ لأن الناس يشعرون بحس من العدالة والتضامن بعضهم مع بعض. يتعلق هذا جزئيًّا بوجود فهم نقدي للكيفية التي تنقل بها الحكومات والسلطات الأخرى الخوف من الإرهاب كوسيلة للاحتفاظ بالنفوذ السياسي والرقابة الأيديولوجية على بعض المناقشات.
هناك ثلاثة متطلبات مفروضة على الصحافة في ظل هذه الظروف. أولها، أن تضع في حسبانها بحذر دورها كجزء من عملية الإرهاب، وثانيها أن تفهم دورها في تصوير المجتمعات المتورطة، والمتطلب الثالث يفرضه التهديد الإرهابي مباشرة على الصحافة. إن جماعات إرهابية مثل القاعدة لديها أيديولوجية مضادة لجميع قيم الإعلام الليبرالي الحر. إن الطريقة التي يتشكل بها هذا النوع من الإرهاب ويعبِّر بها عن نفسه تمثل تحدِّيًا معينًا للدور الإيجابي الذي تضطلع به الصحافة في المجتمع الليبرالي متعدد الثقافات الذي ننعم به في مجتمعات السوق الحر في عصر ما بعد التنوير. يفسر هذا رفع المتظاهرين الأكثر تطرفًا لرايات تشجب حرية التعبير ضد الرسومات الكاريكاتورية الدنماركية المسيئة للرسول. يتعيَّن على الصحافة أن تتجاوب مع التهديد الإرهابي بدعم حرية التعبير بطريقة مسئولة تجسِّد نموذجًا للقيم الليبرالية التي سوف يتمنى الآخرون التحلي بها.
(١-١) التحيز والجهل
ثمة مشكلة مع المؤسسات الإخبارية العنصرية علانية أو دون وعي منها المتلهفة إلى إرضاء الأفكار المتحيزة. يسهل تحديد هذه المؤسسات لكن يصعب التعامل معها. إن الصحفيين المصابين بفوبيا الإسلام لا يمثلون ظاهرة فذة أو غير مسبوقة؛ فلطالما شاركت وسائل الإعلام المجتمع في تعصبه الأعمى. إن تاريخ القرن الماضي هو دليل واضح على النتائج المرعبة المترتبة على السماح لهذه التوجهات الفكرية أن تترعرع بلا رادع. لكن تشير الأدلة أيضًا إلى أن تلك التحيزات سيتخلى الناس عنها مع تصاعد اتجاه نحو التكامل والتفاهم. إن العنصرية التي ظهرت مرارًا وتكرارًا في الثقافة الشعبية لبريطانيا أو الولايات المتحدة إبَّان ستينيات القرن العشرين لن يجيزها الناس اليوم ببساطة، لكن لا يجدر بنا افتراض أنهم سيستطيعون دائمًا مقاومة هذه العنصرية. إلا أننا لا ينبغي علينا ببساطة التركيز على أسوأ الحالات؛ وعليه لا أود التركيز على الصحفي العنصري المتبجح وإنما على الصحفي العنصري دون وعي أو تفكُّر؛ مثال على هذا قضية مولي كامبل، أو مصباح رنا، في الإعلام البريطاني عام ٢٠٠٦.
كانت مصباح؛ الفتاة البالغة من العمر اثني عشر عامًا هي ثمرة زواج الباكستاني ساجد أحمد رنا والاسكتلندية لويز كامبل. وفي الخامس والعشرين من أكتوبر ٢٠٠٦ استقلَّت طائرة بصحبة أختها تهمينة حيث سافرتا من مسقط رأسهما بستورنواي — البلدة الرئيسية بجزيرة لويس التي تقع في الجزر الغربية من اسكتلندا — إلى جلاسجو حيث التقتا والدهما ليتَّجهوا إلى لاهور بباكستان. كان هذا بعد تفجيرات لندن بعام واحد، وكان الإعلام قد صبَّ تركيزه بعد التفجيرات على المفجِّرين الفعليين وخلفياتهم، بل وحتى الصحافة العامَّة كانت على وعي كبير بمسئولياتها ووجهت نداءات صريحة تدعو إلى التسامح والتفهُّم. أُرخيت هذه القيود فيما اتجهت الأنظار بعدها إلى بحث أكبر للثقافة الأوسع للإسلام البريطاني وأيديولوجيته؛ وعليه ذاعت قصة مصباح رنا في ذروة هذا الافتتان الإعلامي بكل ما هو مسلم. كان هذا أيضًا أثناء موسم الصيف التقليدي «السخيف» للإعلام البريطاني عندما لا يُعقد البرلمان وعندما يكون تدفق الأخبار عمومًا في غاية البطء.
أكانت هذه إذًا حالة من حالات فوبيا الإسلام من قِبَل الصحافة؟ الجواب هو نعم، هي كذلك في الأساس، ولكنها كانت أيضًا مسألة صحافة رديئة وفاشلة؛ فهي لم تتحقق من خبرها بشكل سليم، ولم تبحث في خلفية علاقة الطفلة بوالدتها، ولم تسعَ إلى الحصول على تصريح واحد من باكستان. وفي غضون ٢٤ ساعة كانت الأحداث الحقيقية تتكشف، وتراجع كلٌّ من البي بي سي وذا تايمز. وبدآ يشيران إلى مولي باسم مصباح الذي اختارته هي، وصحَّحا تغطيتهما واعتذرا عن الخطأ الذي وقعتا فيه. لكن بحلول هذه اللحظة كان الضرر قد وقع وتعمَّق افتراضٌ سيئٌ آخر عن المسلمين. لم يكن هذا أشرَّ ما قيل عن المسلمين على الإطلاق ولا الأكثر جهلًا، لكنه ببعده عن ذلك، يتضح، في رأيي، أن الإعلام الإخباري لا يملك ما يكفي من الوعي والنقد الذاتي للتعامل مع هذه النوعية من القضايا. لا نتحدث هنا عن الصواب السياسي أو معاملة المسلمين باحترام خاص، وإنما ببساطة عن مسألة الفهم السليم للخبر. إنها مسألة توافر عدد كافٍ من الأشخاص المطلعين على هذه القضايا — في هذه الحالة: المجتمعات الإسلامية — للمساعدة في منع القطيع من الاندفاع في الاتجاه الخاطئ.
لا يخشى الصحفيون العاملون بالصحافة الشبكية فتح أذهانهم قبل الشروع في كتابة خبر، فإن لديهم شبكات دائمة تتيح قدرًا كبيرًا من تنوع المؤثرات على عملهم. لا يقتضي هذا الإخلال باستقلالهم الصحفي؛ ومثال على هذا هو نيك كارتر، رئيس تحرير صحيفة ذا ليستر ميركوري، وهي صحيفة مسائية تصدر يوميًّا بإحدى مدن المقاطعات الوسطى البريطانية التي يكون معظم سكانها الآن من ذوي الأصول المهاجرة. قبل بضعة أعوام، أدرك كارتر أن صحيفته لا تمتُّ بصلة لواقع قرَّائها؛ فقد كانت لا تغطي أخبارًا مهمة، وتخسر قرَّاءً وتفشل في جذب الإعلانات من الجاليات العرقية بليستر. علاوة على أنها كانت تعزِّز أيضًا الكثير من الأحاسيس السلبية تجاه قضايا تمس العرقية من خلال معاملة تلك القضايا بنفس الطريقة المتوقعة، وعلى مدار السنوات القلائل الماضية، فعل كارتر شيئين جعلا صحيفة ميركوري أكثر شبكية، وهو الآن عضو لجنة الاتصال المجتمعي؛ مما يدل على أن الصحيفة صارت في صميم عملية الاتصال المتعددة الثقافات. أولًا بدأ يستمع مباشرة لمخاوفِ وتطلعاتِ مختلف الأشخاص في ليستر، ويستمع كذلك إلى الكيفية التي تحاول بها السلطات المختلفة التعامل مع هذه القضايا؛ يتيح له هذا صياغة القصص الإخبارية الفردية في إطار استراتيجي.
في رأيي لم تتخلَّ صحيفة ميركوري عن سلطتها التحريرية بل هي تتحدث الآن بنزاهة أكثر وتحظى بثناء إضافي. على الأرجح ستبيع نسخًا وإعلانات أكثر بالمثل، وبالطبع سيقول البعض إن ميركوري تغيِّر وجهتها لأسباب تجارية. لست واثقًا من أن هذا يهم كثيرًا. لكن ما علاقة هذا الخبر المتعلق بالمدرسة بالإرهاب؟ أرى أن وسائل الإعلام التي تستطيع تمثيل الأشخاص بنزاهة وعلى نحو شامل أيضًا، والتي تتحمل مسئولياتها الاجتماعية بجدِّيَّة تزيد احتمالية تغطيتها لقضايا حاسمة بطريقة تفتح فرصًا للمصالحة أو على الأقل للفهم. لا أظن أن الناس يصيرون انتحاريين بسبب عوامل اجتماعية أو اقتصادية عادية. لكن بكل تأكيد هم أقل احتمالًا للقيام بذلك في مجتمع يعترف بأهمية سياق وخلفية الصراع. ثمة سلسلة من المحطات المتصلة التي تربط بين الصدام العالمي وعدم الرضا المحلي، ولا بد أن ينقل الإعلام كليهما، وعندما يكون الإعلام شبكيًّا فإنه يفعل ذلك بشكل أفضل.
(١-٢) التنوع والتفتيت
في سياق الإرهاب لا بد من اعتبار الصحافة شبكة استهلاكية وإنتاجية. إذا كانت المجتمعات تستهلك بطريق متنوعة؛ فذلك إذن إثراءٌ إيجابيٌّ يقدِّمه مشهد الإعلام الجديد. لدينا في العالم الحديث هويات متعددة على نحو متزايد، ومن الجيد بكل تأكيد أن تعكس الصحافة هذا الوضع الراهن. لكن إلى أي مدًى قد يتحسن ذلك إذا كانت الصحافة نفسها أكثر اتصالًا وبمقدورها أن تربط المصالح العامَّة أو الحوار المشترك؟ هذا أمر ذو أهمية هائلة في السياق العالمي.
(١-٣) الصحافة الشبكية والسياسة العالمية
(١-٤) الصحافة الشبكية وتحدي حادثة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى الرسول
يتعيَّن على الصحافة الشبكية التعامل مع قضايا ثقافية جديدة تثير معضلات أخلاقية جديدة تمامًا. كانت ملحمة الرسومات الكاريكاتورية الدنماركية في عامي ٢٠٠٥ / ٢٠٠٦ جدلًا مختلقًا من الألف إلى الياء. لكن فيما كانت هذه حادثة استثنائية إعلاميًّا، فإنها كشفت كثيرًا من المصاعب التي تواجه عالمًا إعلاميًّا متنوعًا لكن غير مترابط. في السابع عشر من سبتمبر ٢٠٠٥ نشرت صحيفة بوليتيكن الدنماركية مقالًا تحت عنوان «الرهبة الشديدة من انتقاد الإسلام». ناقش المقال الصعوبة التي واجهها الكاتب كاري بلوتكن في العثور على رسَّام على استعداد للتعاون معه في إعداد كتاب للأطفال عن «القرآن وحياة النبي محمد». رفض ثلاثة رسامين عرض بلوتكن قبل أن يوافق أحد الرسامين مساعدته سرًّا دون الإفصاح عن هويته. (ذكر بلوتكن أن سبب رفض أحد الرسامين كان اغتيال المخرج ثيو فان جوخ في أمستردام.) ثم توالت سلسلة من الأعمال الاستفزازية المتعمَّدة، كلٌّ منها حُبِك بعناية لإثارة رد فعل أصبح بدوره خبرًا.
وكأمارة على تأييد حرية التعبير، أجرت صحيفة دنماركية مسابقة لنشر رسومات كاريكاتورية ساخرة للرسول. استاء الأئمة الدنماركيون وبدءوا في اتخاذ الإجراءات القانونية، وجالوا الشرق الأوسط يعرضون الرسومات الكارتونية على القادة الدينيين والسياسيين ويهيِّجون مشاعر الاستياء ويدعون للمقاطعات. بعدها بستة أشهر بدءوا يحصدون بعض النتائج؛ فقد حدثت سلسلة من الأحداث نظم معظمها جماعات تملك محاور محلية للتحرك في أنحاء الشرق الأوسط. انتهز المسلمون المتشددون الفرصة لإظهار استيائهم، موجِّهين إياه على الأرجح نحو السلطات المحلية مثلما كانوا يوجهونه نحو الدنماركيين.
في تلك اللحظة أصبح الخبر عالميًّا وصار الجدل حول «هل يجوز إعادة نشر الرسومات» بنفس أهمية «هل كان يجوز نشرها في المقام الأول».
في تلك الأثناء كنت رئيس تحرير البرنامج في نشرة أخبار القناة الرابعة، وهي نشرة أخبار مسائية جادة وبرنامج تحليلي مدتهما ساعة، يذاعان على الهواء مباشرة، وتُعدُّهما شبكة التليفزيون المستقل خصوصًا للقناة الرابعة بالمملكة المتحدة. وفي فترة الإعداد للنشرة في اليوم السابق، لاحظت في تعليق صورة نشرتها وكالة رويترز خبرًا صغيرًا حول التظاهرات في سوريا ضد الرسومات الكاريكاتورية الدنماركية، ولم يكن الخبر قد نُشر تقريبًا في صحف المملكة المتحدة، لكنني ظننت أنه ربما يشكل خبرًا جانبيًّا مثيرًا للاهتمام من النوع الذي يثير الجدل التقليدي حول «حرية التعبير مقابل حساسية الأقلية»، وكنت قد افترضت أننا سوف نعرض الرسومات الكاريكاتورية كاملة بطريقة ما. غير أنه في صبيحة اليوم الذي أذعنا فيه الخبر كانت القضية قد ذاعت وكانت تتصدر عناوين الأخبار للمرة الأولى في المملكة المتحدة، وأدرك فريق التحرير الإداري أننا كنا في مأزق خطر.
قبيل البث المباشر بساعة دار نقاش أخلاقي شيق بيني وبين المحرر الصحفي ومقدِّم البرنامج. كنت أرغب في عرض الرسومات بوضوح لأنني شعرت أنه من الغريب ألا ننشر صور شيء في صميم الخبر؛ على أننا قررنا عدم نشرها؛ وأحد أسباب هذا أننا استشعرنا أن الأمر كان يخرج عن السيطرة وقد يثير نشرها العنف في المملكة المتحدة؛ فهل يستحق الأمر تلك المعاناة؟ ورجع قرارنا جزئيًّا إلى أن بعض منافذ البث الأخرى لم تعرض الرسومات الكاريكاتورية، وما من صحيفة قط طبعتها كاملة في المملكة المتحدة. أخيرًا حَسَبْنا حِسْبَتنا (وهذا أمر أسهل كثيرًا بالنسبة لبرنامج لن يتكرر) وأدركنا أن القيمة التي ستعود علينا من عرض الرسومات الكاريكاتورية على الشاشة لا تضاهي الاستياء الواضح الذي سوف تثيره.
أعتقد أننا، بفارق ضئيل، اتخذنا قرارًا معقولًا لكنه ضعيف؛ فقد انتهى الحال ببث ١٣ ثانية تعرض الرسومات الكاريكاتورية بينما يمسكها أحد المسلمين أثناء تظاهرة من أجل شن حملة مقاطعة في الشرق الأوسط، وذلك في فيلم من تصوير إحدى الوكالات الإخبارية. يمكنك رؤية الرسوم الكارتونية، ويمكنك الاستماع إلى الرجل وهو يصف لماذا يراها مسيئة. كان هذا جزءًا من فيلم إيضاحي مدته ثلاث دقائق أعقبه مناقشة بين أحد الممثلين لمنظمة إسلامية ومحرر صحفي بريطاني سابق. إن عدم عرض الصور لم يحرم أي شخص حقًّا من معلومات جوهرية لا تقدَّر بثمن، كما أن الصور نفسها كانت متاحة بسهولة على الإنترنت. في هذه الحالة كانت الرسومات تُنشر لغرض الاستفزاز؛ إذ لم تكن الإساءة عَرَضية، وبنشرها كنا سنكرر الأمارة الاستفزازية في حد ذاتها؛ وعليه، فبالنظر للأمر من منظورنا الحالي أعتقد أننا نجونا من كارثة وأن هذا كان قرارًا معقولًا، لكن حدسي كان يخبرني أنه كان بمقدورنا أن نتخذ قرارًا أكثر مجازفة يمكِّننا من عرض الصور بتفصيل أكبر ربما مصحوبةً بتحذيرات. قررت البي بي سي عرض نسخة مشابهة للفيلم الذي عرضته نشرة أخبار القناة الرابعة، لكن لفترة أقصر بكثير، لمدة ثلاث ثوانٍ فحسب، ولم تكن هذه فترة كافية بحق لإعطاء أي فكرة عن الإساءة التي تطرحها الصور في حد ذاتها. الخط الفاصل بالنسبة للبي بي سي هو أنها لم تشأ أن تُرى على أنها «تنشر» الرسومات الكاريكاتورية؛ إذ كانت مجرد إشاعة بأن برنامج البي بي سي «نيوزنايت» ينوي نشرها كافية لإثارة التظاهرات خارج استوديوهات الأخبار الرئيسية للمؤسسة بغرب لندن. كانت تلك التظاهرات وتظاهرات شبيهة خارج السفارة الدنماركية بلندن هي التي أثارت تساؤلي حول كون الإعلام الإخباري البريطاني التقليدي ضعيفًا تحريريًّا. كان المتظاهرون يستهجنون فكرة حرية التعبير في حد ذاتها، وبالطبع لم يكونوا على الإطلاق ممثِّلين للمسلمين كلهم. لكن بدا الأمر بالفعل وكأننا قد قمنا بتنازل من أجل فئة كانت قد أثارت اعتراضًا ثقافيًّا معينًا على فكرة عرض هذه الرسومات على أي فرد، وليس مجرد طلب مدروس بكبح نشرها. هذا هو التحدي الأعمق الذي يمثله جدل الرسومات الكاريكاتورية.
إن جدل الرسومات الكاريكاتورية هو نموذج لنقاش عالمي يدور بين المسلمين حول الكيفية التي يرسلون بها رسائل إلى العالم عبر وسائل الإعلام، فهناك «المتشددون» الذين يرحبون بالاختلاف والنزاع ويرفضون الأفكار الليبرالية للإعلام كقناة للحفاظ على الترابط. هم يطيب لهم استخدام الإعلام التقليدي وخلق شبكة اتصالات شديدة الترابط خاصة بهم؛ على أنهم يَرَوْنَ أن ذلك يخدم أهدافهم السياسية التي تدعو إلى الطهارة والانعزال. وهناك أيضًا «المعتدلون» الذين هم أيضًا منقسمون فيما بينهم حول الكيفية التي يريدون أن يتناول بها الإعلام قضاياهم. في حالة الرسوم الكاريكاتورية، يمكن أن يدعي المعتدلون أنهم حققوا انتصارًا في ضوء درجة التقييد الشديد لحرية النشر من قِبَل الإعلام البريطاني. على أن المتشددين يمكن أن يدَّعوا أيضًا أنهم حصلوا على ما ابتغوه لأن الرسوم الكاريكاتورية لم تُنشر بالكامل في الإعلام التقليدي بالمملكة المتحدة. لقد نجح المسلمون المتشددون في تعريف الخبر على أنه خبر خاص بالمسلمين مقابل حرية التعبير، وبعدم نشر الرسوم الكاريكاتورية رضخت وسائل الإعلام التقليدية بشكل عملي لمطلبهم بأن المهانة التي شعروا بها أهم من حرية التعبير.
في الواقع ربما حفظت قصة الرسوم الكاريكاتورية حق الإعلام في الإساءة، حتى إلى قلة مستضعفة، ولم تقضِ عليه، وبتصرف وسائل الإعلام بشكل مسئول في هذه القضية، أتمنى أن يوفِّر لها هذا إمكانية الدفاع عن أمثلة أفضل تُملي فيها الحرية الفنية أو السياسية على الناس أن يقولوا أو يعبروا عن أشياء تجدها أقلية ما مسيئة. تكررت هذه القضية بشكل ما عندما أصدرت جماعات إسلامية مختلفة فتاوى عندما منحت الحكومة البريطانية درجة الفروسية لسلمان رشدي مؤلف رواية «آيات شيطانية» عام ٢٠٠٧. هذه المرة اتخذ كلٌّ من وسائل الإعلام والحكومة موقفًا حازمًا فيما كان يُعدُّ بكل وضوح حالة دفاع عن حرية التعبير الفنية المشروعة.
كان بإمكان الصحافة الشبكية أن تفعل ما هو أكثر من ذلك بكثير في تغطية جدل الرسوم الكاريكاتورية؛ فقد كان هناك كمٌّ هائل من التعليقات في عالم المدوَّنات حول هذه القضايا. كان هذا يظهر بين الفينة والفينة في منافذ وسائل الإعلام التقليدية على الإنترنت في شكل مشاحنات غاضبة في منشورات المنتديات والتعليقات. أماط هذا اللثام عن مستوًى عميق ومستشرٍ من التشويش والخوف من القضايا الثقافية التي أثارتها تلك الرسوم. كما أظهر أنه كانت هناك رغبة عامَّة شديدة للتواصل والنقاش وافتقار عامٌّ إلى الأماكن التي يمكن عقد تلك المحادثات فيها. أخفقت وسائل الإعلام التقليدية في التواصل مع هذا الحوار العام؛ لقد كان يُقيِّدها من ناحية ما لاقته من صعوبات في تغطية الخبر؛ فبينما كنت أفكر عمليًّا في طريقة لتجنب عرض الرسوم، كان جمهوري قد رآها بالفعل وانتقل إلى متابعة العواقب. كان بمقدور الصحافة الشبكية أن تجعل هذا الجدل واقعًا من خلال ربط مستويات الحوار المختلفة، وكان بإمكانها ربط الفئات المختلفة وإدماجها في نقاش أكثر ترابطًا عن كلٍّ من القضايا والتناول الإعلامي لها.
العبرة من حادثة الرسوم الكاريكاتورية والقضايا الأخرى التي أثارتها في هذا الفصل هو أن الصحافة لا يمكنها التظاهر بأنها تعمل في فراغ؛ فإذا لم يكن الصحفيون الإخباريون على دراية بجماهيرهم، فسيفعل آخرون ذلك. وإذا لم نجِدْ طريقة لربط الناس، فسيجد آخرون طريقة لفعل ذلك. وكما رأينا، فالمتشددون خبراء في استغلال تكنولوجيا الاتصالات الجديدة، وليست مهمة الصحفيين التصدي لذلك أو السعي إلى تعبئة المشاعر السياسية، لكننا سنواجه صحافة رديئة وسوقًا فاشلًا لو لم تسعَ الصحافة نحو اتصال أفضل مع الجماهير المتعددة، وفي سياق المجتمع والإرهاب، أرى أن هناك حتمية أدبية بالمثل تدفعنا نحو ذلك.
(١-٥) إساءة فهم المسلمين
إذا كانت وسائل الإعلام تفشل أحيانًا في فهم واستيعاب المجتمع الإسلامي والقضايا الإرهابية، فإن السبب الجذري وراء ذلك كما يقول البعض هو «فشل» المسلمين في توضيح أنفسهم والتعبير عنها. لا يشبه هذا «إلقاء اللوم على الضحية». من الضروري أن يبذل المجتمع والمجتمعات الإسلامية نفسها المزيد من الجهود الجماعية المنسقة كي ينقلوا إلى الجماهير الأوسع نطاقًا نوعية المناقشات التي تدور بين المسلمين كل يوم، سواء ما يتعلق منها بالترعرع في بريطانيا واكتساب الهوية البريطانية والأداء الدراسي الجيد. هذا أمر مهم؛ إذ يجب عند وقوع حوادث إرهابية، أن يكون الشيء الراسخ في أذهان الناس نمط الحياة الطبيعية والمستقرة التي يحياها معظم المسلمين.
(١-٦) الصحافة الشبكية: العالمي أصبح محليًّا
يتعيَّن على وسائل الإعلام على مستوى العالم تفهُّم القضايا المحيطة بالإرهاب والمجتمع. يتعيَّن عليها أن تكون أكثر اطلاعًا على التفاصيل الفنية وتعقيدات الحجج الجدلية. يقتضي هذا حنكةً أكبر في معاملة المسلمين كمجتمع وكعنصر في الشئون الدولية. سيؤدي هذا النوع من الحنكة أيضًا إلى ريبة أكبر بشأن الادعاءات المطروحة بالنيابة عنهم. نحن الآن في مرحلة جديدة من علاقات المسلمين بالإعلام. يجد الصحفيون على نحو متزايد طرقًا لطرح الأسئلة المناسبة، على أن العلاقة لا تزال يشوبها العداء المتبادل والافتقار إلى القدرة على التفهُّم من كلا الطرفين، ولا يمكن تحسين هذه العلاقة ونتائجها إلا من خلال الصحافة الشبكية ودرجة عالية من التنوع التحريري ومحو الأمية الإعلامية.
ثمة أدلة على أن هذا يحدث بالفعل؛ فعلى سبيل المثال، تتيح الزيادة التي حدثت مؤخرًا في تعددية القنوات الإخبارية الدولية المستمرة وجهات نظر تنافسية في الشئون العالمية. انطلق كلٌّ من قنوات فرانس ٢٤، والجزيرة الإنجليزية، وقناة العربية، وروسيا توداي في السنوات القلائل الماضية، ونحن في انتظار قناة إيه ٢٤ التي ستقدم تغطية لأخبار عموم أفريقيا على مدار الساعة، وكما هو الحال مع أي سوق مرتبط بالعمل الصحفي يمكن أن تتمخض هذه المنافسة عن اختلاف وتنوع، ومن الممكن أيضًا أن تؤدي إلى اطلاع المنتجات الإخبارية المختلفة على آراء أكثر تعقيدًا حول الأخبار، فمجرد تشغيل قناة الجزيرة في أي غرفة أخبار بالعالم الغربي فإن هذا له تأثير إثرائي متبادل. هذا شكل من أشكال الترابط. لكن في ظل محدودية ميزانيات ونسق هذه القنوات تظهر التساؤلات حول مدى نجاحها في الاتصال الحقيقي مع جماهيرها؛ فعندما تتعامل مع قضايا الإرهاب والمجتمع الكبيرة التي أثرناها في هذا الفصل، فإن جميع الاحتمالات تشير إلى أنها سوف تتعامل معها بنفس الطريقة التي لطالما يتعامل بها الإعلام دائمًا؛ أي عرضها من منظور فوقي يعكس أجندة المتحكمين في الموقف؛ وهم كلٌّ من السلطات والإرهابيين.
حين يتشارك الصحفيون مسئولية التغطية الصحفية للمجتمع والسياسة، حينها فقط سنحظى بصحافة تتجنب تضخيم الحدث ونتائجه من خلال التغطية الفعلية. في أعقاب الأعمال الإرهابية لا يدين الصحفي بالولاء لأي أحد سوى الجمهور. توضح الصحافة الشبكية هذا بجلاء؛ فمن خلال الاتصال بالمواطن تيسِّر الصحافة الشبكية إجراء مناقشة يمكن أن تكون بذرة للمشاركة المدنية حتى عندما يكون النسيج المجتمعي رازحًا تحت أقصى ضغط ممكن.
ملخص الفصل
-
يمثل الإرهاب شكلًا من أشكال العلاقة السببية غير المباشرة بين السياسة المتطرفة والعنف.
-
الإرهاب متأصل في المجتمعات المحلية والعالمية.
-
تسعى الصحافة الشبكية إلى فهم قضايا الإرهاب والمجتمع وربطها.
-
تستخدم الصحافة الشبكية الشبكات لتكون أوسع اطلاعًا.
-
تستطيع الصحافة الشبكية مكافحة الانتقال من التنوع الإعلامي إلى التفتيت المجتمعي من خلال ربط مختلف وسائل الإعلام والفئات الشعبية.
-
يمكن للصحافة الشبكية صنع اتصالات على مستوًى عالمي.
-
يتعيَّن على الصحافة الشبكية الحفاظ على مبادئها الصحفية الأساسية مثل أولوية حرية التعبير.
-
الصحافة الشبكية أكثر وعيًا وتأمُّلًا فيما يتعلق بعملية التغطية الصحفية للإرهاب والمجتمع.
-
تعمل الصحافة الشبكية من أجل جلب المجتمعات المنفصلة للالتفاف معًا حول مائدة مناقشة الإرهاب والأمن.