محمد والمرأة
(لمناسبة ظهور كتاب الأستاذ عبد القادر المغربي عضو المجمع العلمي العربي في دمشق.)
لي صديق قد غاب عني أعوامًا ولكنه مقيم بنفسي
فإذا قال كان في أكثر القول مثالي، والحس عنوان حسي
نفح النابهين في وثبة منه حديثًا بفن بحثٍ ودرس
عن نبي الإسلام في نصرة المرأة من بعد عيشها عيش وكس
صدق الباحث الجليل وأوفى حق بحثٍ له وإنصاف أمس
•••
أيها الناقدون والله لم تدروا جلال النبي في كل قبس
كان نورًا بحلمه، وكذا كان عظيمًا بخلقه لا يقسِّي
ملؤه رحمة وفلسفة عزت وعرفان كابر النفس نطس
جعل المرأة الحياة فأعطاها حقوق العلا بديلة بخس
ولها الحب والتجلة إذ عُدت بتعليمه منارة شمس
خَبر الخلقَ والمنازعَ والدنيا وأهواء كل شعب وجنس
فحبا الناس ما يلائمهم جمعًا على الدهر دون غش ولبس
جهل العابثون آيته الكبرى إذا سخَّروا النساء بحبس
مثل جهل الألى تدلوا وأسقوها صنوف الهوان كأسًا بكأس
من سواه الذي أغاث حجاها ورآها أهلًا لنبل وبأس
حين كان الفرنج في ظلمة الجهل ينادون أنها غير إنس؟!
في ضروب الحياة قدَّم مثواها وفي جنة الخلود الأمس
فإذا نحن قد غفلنا وحوَّلنا تعاليمه لطمسٍ ونحس
فعلينا مغبة الجهل والخسر وعقبى يأسٍ لنا بعد يأس
ليت شعري متى نرى الدين إحياءً ونورًا، وليس ظلمة رمس؟!