توديع الشائب
(نظمت في توديع الأستاذ العلامة أحمد أفندي الشايب لمناسبة تعيينه في كلية الآداب بالجامعة المصرية.)
(إسكندرية) حان توديع الذي
يأبى الوداعَ له ويرضى الصاحبُ
قضت المواهب بالمسير لحظه
أبدًا، فكان النجمَ هذا الشائب
تأبى العواطف أن يودَّع أنسه
وتريده هِمَم وعقل صائب
فاليوم (قاهرة المعز) فخورة
وعلاك أنت به الفخورُ العاتبُ
تتبادلان تحية في نخبه
والحبُّ بينكما لها متجاوبُ
وصدى الروائع في نفوسٍ جمةٍ
يأبى ادعاءكما له ويُطالبُ
رجل له في اللوذعية موطن
أنى ترحَّلَ فهو حر ناخبُ
لكن عليَّ — ولا أخون أمانة —
إفشاء حب فيهِ ليس يغالبُ
فلكم فتنتِ فؤاده بملاعب
لسناك لمِ تُعدَل بهن ملاعب
ولكم تغزل في رباك وما اشتكى
يومًا إذا لاقاه بحر صاخب
بل كنت جنته ونار فؤاده
وهو السعيد بك الطروب الراغب
حتى إذا الأدب المهيب بفضله
نادى عنا، وهو الغبين الكاسب
وكذاك آمال الرجال إذا سموا
ليست تحددها عُلًا ومناقب
فإذا احتفلت به — وذلك بعض ما
يوحيه إخلاص لأهلك دائب —
فلديك غيرهمو نفوس جمة
قرأنه فهي — كما أحبَّ — كتائبُ
تهدي إلى الأدب الصميم بشخصه
إعجابها فوق الذي أنا حاسب