وهدة لوثا١
(للمصور الإنجليزي هارولد سبيد.)
لدى وهدةٍ من
جمالٍ حبيبْ
عزيز خصيب
كحلم الأديب
حوتها الصخورُ
بسور عجيب
كشعر الخيالْ
دقيق الجمالْ!
•••
تجلى السكون
بسحر الحياة
ونور وجاه
ففيما حواه
معاني الخلود
وذات الإله
ووحي أمين
لأهل اليقين!
•••
وقد نُسق الصخـ
ـر وهو المنيع
كغاب بديع
وحصن رفيع
فلون الخريف
به والربيع
حليفا اللقاء
بغير انقضاء!
•••
وقد نبت العشـ
ـب فوق الصخور
كرهط الطيور
بظل ونور
كما سقط الماء
وهو العثور
سقوط السكارى
تهاووا حيارى!
•••
يفيض انسكابًا
بأشهى الخرير
كشعر الضمير
بحسٍّ يثير
وينعكس النور
وهو القرير
عليه مرارا
مباحًا معارا!
•••
ويَهوِي أخيرًا
إلى بركة
بلا حدة
على شدة
ولكن كرا
عٍ بلا غفلة
يلبي الرجاء
بباقي العطاء!
•••
ولمْ لا يلبي
وفي قربه
على حبه
تجلى به
(لفينوس) شوق
إلى جذبه
كشوق إليها
بموج لديها؟!
•••
نضت عن جمال
فريد نضير
ثياب الأسير
لنوم يسير
على العشب والزهـ
ـرُ حالٍ ينير
بهذا البهاء
وروح الصفاء
•••
فجاءت إليها
فتاةُ الرعاه
بعشق الفتاه
لحسنٍ غِناه
غنًى للقلوب،
غنًى للحياه
ولكن بحيره
لسلم وثوره
•••
وقد جلست جنـ
ـبها في ذهول
بلحظ خجول
وثغر سَئُول
فكان الجمال
بعطف يقول
تعال إليَّ
كزهرٍ لدي!
•••
وأما أنا فـ
ـسألت الخيال
بهذا الجمال
وهذا المثال
ولكنه ما
أجاب السؤال
بغير ابتسامْ
رشيق يرام!
•••
فقدستُ كل الـ
ـجمال البديع
ففيه الرفيع
يساوي الوضيع
ولم أنس حتى
خراف القطيع
فكل (الطبيعه)
لحبي مطيعه!
•••
ولكنَّ رقدَ
ة (فينوس) تبدو
لقلب يودُّ
ككأس تُعدُّ
بخمر تفيض
بها لا ترد
لذوقِ الفنون
وبثِّ الفتون!
•••
تأملْ إذنْ في احـ
ـتيال الجمال
فليس التغالي
به كالمحال
تأمل وذق خمـ
ـرةً في ابتهال
فهذي عباده
وهذي سعاده!
١
The Vale of Leutha.