الخطاط الفنان
ولي صاحبٌ مُبدعٌ في النظيم
ومن نظمه خطُّه المُستحب
تأملته وهو يجلو الحروفَ
تأمُّل صَبٍّ فخور بصَب
تكاد أنامِله الموحيات
تُحيل الخُطوط حياة تدبُّ
وما زَهْو مَن أَوغَلُوا في السماء
بأبلغ من زَهْو حرفٍ يُصبُّ
كأن له طاقة المستحيل
فيخلق ما يشتهي كلُّ قلب
إذا خط نسخًا تبينتَ فيه
رشاقة حسناء لا تكتئب
وإن خط رقعته لم تجد
سوى رقعة الظرف طي الأدب
وفي الثلث المستعز الجريء
ثلاثة حزم وتيه ودأب
وفي الفارسيِّ القوي الجهير
فروسة إقدامه المرتقَب
أطالع من خطه نبل نفس
وإعجاز فن وآية رب
وألمح في وجهه للنبوغ
خطوطًا يقدرها من أحب
هو الفن مرتسمٌ كالصبا
حة١ فوق الجمال وملء الطرب
فينظر غيري إلى خطه
سريعًا روائعه في عجب
وأرقب مكتفيًا وجهه
فأرقب سحر النبوغ الأحب
وأتلو معاني النظيم الخفي
بروحٍ تجلى كرسم غلب
فلا بدع إن كان في الشاعرين
وإن كان (سيد)٢ خط وهب
١
الصباحة: الإشراق.
٢
هو الأستاذ سيد أفندي إبراهيم.