تكريم شرف
(ألقيت في حفلة تكريم الدكتور محمد شرف بك، صاحب المعجم الطبي العلمي المشهور، التي قامت بها (الجمعية الطبية المصرية) يوم ٧ يناير سنة ١٩٣٠ برئاسة الأستاذ الدكتور علي بك إبراهيم، عميد كلية الطب.)
شكرًا عميد الطب ما أهديته
من مدحك الغالي إليك يعود
لو أن أعلام البلاد تمثلوا
بحِجاك ما طُويت لمصر بنود
قدرت ما بذل النبوغُ ببيئة
فيها النبوغ مشرَّد محسود
و(الطب) حولك في ذويه مرحب
و(النيل) يسمع صوتنا فيجود
هذا جمال البر في استعلائه
هل كان إلا للوفاء خلود؟
شرف الزمالة أن يمجد ماجد
ما دام للنبل الصحيح وجود
ومن البطولة في زمانِ تناحُرٍ
هذا الإخاء الشائق الممدود
شرفٌ رعاةَ الطب هذا الصدقُ في
خلقٍ وهذا الحفل وهو عهود
هذي مواثيق الحياة وجوهكم
من نال تقدير الحياة يسود
و(محمد) في اللوذعية من له
سير، ومن إنجابه محمود
رجل بنَى، حين العديد حياله
هدموا، وحين معينه مفقود
عشرون عامًا قد مضت في جهده
فإذا المجامع١ ذلك المجهود
حتى حبا اللغة العزيزة كنزه
في معجم إفصاحه مشهود
شهدت روائعها بروعة ذهنه
منها نَعُلُّ ولا نزال نَرُودُ
وببرِّها استغنى عن الحظ الذي
حرمته أقوامٌ بمصر قعود
حتى أضاء له جميل إخائكم
فإذا جمال إخائكم معدود
فليَلقَ من إنصافكم ما فاته
عملًا، فما للمنصفين حدود
حق النبوغ حفاوة من قدره
تجدي فتثمر مِن جناه وعود
والنيل أحرى أن يكافئ أهله
بذلًا وذاك سخاؤه معبود
١
المجامع اللغوية.