فوزي المعلوف
فقيد الشعر وصاحب ملحمة (شاعر في طيارة)
حيت ربوع النيل أول طائر
قد شق ليل سمائها بضياء
وأتى كنجم زائر متشبث
بالمجد والعلياء في الأنواء
ونعيت أنت فطرت أكرم طائر
منح السماء مشاعر الأضواء
والناس حسرى في نواك، وبينهم
شعري يئن بلوعة وبكاء
ما كنت أحسب إذ نقدتك أنني
أبكيك، أو أن المديح رثائي
شعر كشعرك لا يموت، وربه
حيٌّ على الأنداء والأضواء
بزغت (بلبنان) الجميلة روحه
وبدا بطهر ثلوجها البيضاء
غنت بروح منه في جولاتها
نحل الربيع كما نظمت غنائي
وتلفتت تدعوه أزهار الربى
ليقيم طي رحيقها الوضاء
وتراشقت تلك الأشعة حوله
في معرض التكريم والإرضاء
فالعبقرية لا محل لكُنْهِها
أبدًا وليس جلالها لفناء
كل الجمال مُطوَّع لجمالها
كل الوجود يخصها بدعاء
تحيا وتفنى، والحياة وضدها
سيان في ملكوتها المُتنائي
ستعيش أنت بكل شعر فاتن
أو خالق لمواهب القراء
ستعيش في دنيا الجمال بما وعت
من رقة وعواطف وغناء
تتهافت الآيات في جناتها
دومًا على إبداعك المشاء
ويظل صيتك ندَّ ما خلدته
من وصف آثار الجلال النائي
وتغيب في بدء الربيع، وإنما
تعطيه روحك في جديد نماء
وينوح من يرثيك وهو منعم
بك في مآثر عمرك المعطاء
حتى يقر النابهون بأنهم
ألفوك بين مخلدي الأحياء