مجد العلم
(إلى الدكتور علي باشا إبراهيم.)
عُلًا نلتها، لكن لها مجدك الأسنى
فللعلم مجد في العظائم يُستثنى
فتحت سبيل الرائدين، ومن يكن
له عزمك الغلاب يستصغر الحصنا
وكنا تغنينا بمنف وطبها
فلما تناجينا رأينا بك المعنى
ولما افتقدناها، وللشعب عزة
بماضيه جددت الجلال، الذي كنا
ويا رب فرد في المكارم أُمَّة
ويا رب نفس حولها أنفس تغنى
لتهنأ بك الأيام أنَّى تطلعت
إلى الطب يشفيها ويورثها الحسنى
أأذكر فيك النبل والناس ما دروا
من النبل إلا أن يكونوا له غبنا؟
تعود مريضًا شافيًا جرح نفسه
وجثمانه حتى تجدده مثنى
فيعرف بعد اليأس فسحة مأمل
وقد كاد من هم ومن علة يفنى
أأذكر فيك العلم ملء تواضع
كما تخفض الأثمار من جودها الغصنا؟
وما كنت بالمنان يومًا وكم أرى
دعيًّا على البانين للعلم ممتنا
أأذكر فيك اللطف وهو سجية
ملكت بها ألبابنا فتمتعنا؟
فتسكب مثل البدر رغم اعتلائه
نداك على جمع تحييه أو مغنى
أأذكر آيات الرجولة حينما
شقينا بمن آذوا عواطفنا طعنا؟
كأنا بدنيا للشياطين والأذى
فتلقى جهير الناس بالكيد مفتنا!
فكنت مثالًا لكمال مجسما
وكنت إمامًا للكرامة بل أسنى
ولم ترض يومًا لامرئ جاء شاكيًا
من الغبن إلا أن تكون له عونا
فكنت نصيرًا للنبوغ ببيئة
تحاربه جهرًا وتدفنه دفنا
وترفض أن يعزى إليك انتصافه
وتأبى إباء أن تخص به دينا
شمائل عزت في بلاد فقيرة
إلى مثلها؛ إذ ليس عنهن يستغنى
فإن كرمتك الناس فالناس كرموا
بك العلم والأخلاق والنبل والفَنَّا