ميلاد شاعر
(نظمت لمناسبة تكريم الشاعر المصري الأستاذ محمود أبو الوفا في عيد ميلاده، ٢٥ ديسمبر سنة ١٩٣١.)
صداحة الروض أحيي الروض ألحانًا
وودعي اليوم أتراحًا وأحزانا
واستقبلي مثلنا عيدًا تضيء به
هذي المحبة والإخلاص ألوانا
أضعت إنشادك الماضي فما استمعت
إلا نفوس تداوي شجوك الآنا
اليوم عيدك لا عيد نخص به
إن الجمال مشاعٌ أينما كانا
ولدت للشعر والألحان من أزل
فكم يناجيك من يهوى ومن عانى
أبى الوفاء سوى ذكراك في فرح
كما ذكرناك في تبريح شكوانا
يكفي مكانك في إلهام شاعرنا
(أبي الوفاء) فمن ذكراك غنانا
فتى هو الشعر تصويرًا ومنزلة
ورقة ومُنًى شاقت ووجدانا
يطير بالروح في الدنيا بأجمعها
ويعتلي خفة ما شاء أكوانا
فهل من العدل أن يبقى الأسير بها
جسمًا، وهل كان رب الشعر جثمانا؟
رنت له صيحة هزت مشاعرنا
كما تجيب الصخور الصم بركانا
فأيقظتنا وكان الموت يشملنا
وحركتنا فبات الصخر إنسانا!
وصار عيدًا لنا معنى أخوتنا
في عيد من لم يكن في الهجر ينسانا
والحب إن لم يكن للناس أمثلة
تحيا فعالًا فلا كانوا ولا كانا