الربيع الوليد
(ألقيت في الحفلة السنوية لجمعية الاتحاد والإحسان السورية للرجال والسيدات بطنطا.)
تغنى الربيع بروح الحياه
فقرت عيون وطابت شفاه
ومذ قبس الشعر منها مناه
أتى يتهادى ويحبو غناه
مآثركم في مجالي الحياه
سمعنا لكم دعوة الاتحاد
وآية إحسانكم في البلاد
وعرفانكم للتآخي فزاد
بدعوتكم حبنا للجهاد
لنشر المحبة في كل ناد
وما استأذن الشعر إلا الغصون
وما حملت من معاني الفتون
بزهر ونحل وصوت حنون
لدى وقْعه كل غالٍ يهون
فذلك وحي الهوى والفنون
فقالت أزاهيرها في حبور
«ستظفر من بعد نوري بنور
حبته الحسان لأهل الشعور
بإحسانهن الشريف الغيور
ومجهودهن لمحو الشرور»
وقالت عزيزات نحلي الغوالي
«هنالك شهد حليف الجمال
فلا تنسني فالربيع الموالي
وإن جاد يعجز في أي حال
عن الجود مثل ذوات الحجال
فذق حلو إحسانهن المباح
لرفع الشقاء وبرء الجراح
ونشر المعارف نشر الصباح
من الشمس فوق الرُّبَى والبِطاح
وهل غير ذلك معسول راح؟
سأرقب عودك وهو الحميد
بشهد جديد وروح جديد
فيغدو كلانا بحق سعيد
ونجعل من يومنا يوم عيد
نقدس فيه الربيع الوليد»
كذلك تجتمع الآيتان
كما اجتمعت حولنا الشعبتان١
رجال لهم وثبة في الزمان
لإنقاذ إخوانهم من هوان
وإحلالهم في أعز المكان
وأسمى عتاثلنا الميرات
ذوات الهِبات لماضٍ وآت
غرسن الحياة محل الممات
وما اخترن إلا جمال الصفات
وسامًا تهيم به الكائنات
فيا مجمعًا جاء كالهيكل
ويا هممًا في المكان العلي
كذا فليكن شأن من يعتلي
ويحمل للناس في مأمل
شعاعًا ويملأ قلب الخلي
١
شعبة السيدات وشعبة الرجال من الجمعية.