أغاني الصيف
عودي أغاني الصيف واستبقي الهوى
في بثِّ آمالٍ وبعث أديب
مضت الشهور عليه يرقب عودة
لحنان (أفروديت) بعد مغيب
غسلت بباسمة الأشعة جسمها
وتعطرت بتغزلي ونسيبي
وتخطرت بين الأزاهر شعلة
للحسن وهي تلجُّ في تعذيبي
فالجو فاض حرارةً وتألقًا
والزهر في ظمأ كقلب حبيب
وإذا النسيم موقَّفٌ من رهبة
وإذا مجال الحب جد رهيب
أنَّى مشيت — وفي الرياض عبيرها
ومحبتي ودلالها ووجيبي —
رقصتْ أمامي في الظلال ونورِها
أطيافُها بمشوِّقٍ وعجيب
والناس تشكو الصيفَ وهو لمهجتي
عيدٌ من الأعياد غير مريب
فإذا الطبيعة فيه بين سذاجةٍ
معسولةٍ وسعادة لكئيب
لبست أفانينَ الدثار وإنما
شفَّتْ ولم تبخل مع التحجيب
بسطت بساط الحب بين رعاية
وأبت قيود الأسر رغم رقيب
فوهبتها قلبي الذي ما عابها
يومًا ودان لها بأكرم طيب
واستمرأ الدنيا لأجل نوالها
في حالي الهجران والتقريب
عودي أغاني الصيف واستبقي الهوى
في بثِّ آمالٍ وبعث أديب