الملكة الطريدة
فالنتينا أوسترمان
توَّجوها مليكةً لبناتِ الروس في الحسن من معانٍ فريدهْ
فاعتلت عرشها بفرحة من خالت تحايا الورى الأماني البعيده
أسكرتها سعادةٌ لم تنلها في منامٍ والحب يتلو نشيدَه
وأفاقت من سُكرها فإذاها لم تصدق أحلام نفس سعيده
خانها الحظ بعد إذ صدق الخاطر في خشية الليالي العنيده
ورآها القضاة ليست من الروس متى استوطنت ربوعًا جديده
فتخلت برغمها عن سرير كان أولى بها وراحت طريده
واستوت بعدها عليه التي كانت على وجدها بيأسٍ حسوده
هو طبع الزمان في اللهو والغدر، فكم لاح غدره تأييده!
خلعوها ولم ينل غيرها الحبَّ، ولا الشعر ردَّ عنها قصيده
واستوتْ فوق جملة من عروش في قلوب للحسن دامتْ عبيده
ذهلت من قضاتها حينما شاءوا قرار الجمال أو تقييده!
موطنُ الحسن لا يحدُّ بأرض وله الحق أن يمدَّ حدوده!
لا تنوحي أسًى وحولك إعجابٌ ثمين فحاذري تبديده!
ولك الحظ ناظر من جديد من عيون ومن قلوب ودوده
إيه يا ربة الجمال التي تُزجَى إلى ملكها النهى والعقيده
والتي تترك العواطف وَلْهَى إن أرادت والناس جمعًا شهيده
اضحكي اضحكي، ولا تأسفي يومًا على الخلق، بل وسُودي وحيده!