الصيرفي وزوجته١
للصيرفيِّ إذا تمعَّن نظرةٌ
هي روحه مبثوثة في ماله
تجد الحليَّ أمامه أحلامه
ومآلها متعلق بمآله
فإذا البقاء لها بقاء شعوره
وإذا الضياع لها قرين زواله
وكأنما الإمعان أكسب وجهه
طولًا وكان التبر لون خياله!
يتأمل المال العزيز كأنه
يتلو عبادة مؤمن أو واله
ويكاد يحسب في الإطالة منتحًا
كالذهن بعد تأمل لنواله
هو كل دنياه وأخراه معًا
وجمالُ زوجته وأنس عياله
نظرتْ إليه وأمسكت عن نظرة
بكتابها واستمتعت بمقاله٢
وكأنها قد زُوِّجت من ماله
وخصالها مقرونة بخصاله
وتوحّدا بالمال حتى أصبحا
مثلين في التكييف من أمثاله
ماذا تضيرهما مباءة عزلة
وهما اللذان تنعَّما بجماله؟
عرفا الحياة تفانيًا فتفانيا
بوجوده، واستعليا بجلاله
واستغنيا بضيائه عن بسمةٍ
للحب، وامتنعا بصدق خلاله
وترى الجمود قسا حيالهما، وما
تدري سواه ببالها وبباله
في حين أنك في ولوعك قانعًا
بالفكر، أو بالفن، أو بمثاله
ما كنتَ أسعد منهما في ميتة
المال حوَّلها مدى آجاله!
١
La Banquier et sa femme.
٢
مقال المال.