أستاذتي
لي طفلة أولعتُ منذ وجودها
بوجودها، فحياتها تفكيري
تعب الذين تحملوا أعباءَها
وحملت أعباءً لها بضميري!
خُلقتْ من الإحساس فهي لفرطه
أبدًا على قلق وفي تعبير!
جاءت كباكرة الفواكه عزةً
لكنها حفظت لها تقديري
لبثتْ (صفيةَ) مهجتي في عزلتي
ودليل أحلامي وأصل عبيري
وتزورني في مكتبي مسرورةً
فتزيد من شعري ومن تصويري
حتى إذا ما عيد مولدها وفَى
غنمتْ هدية مكتب وسرير
وخصصتها من حجرتي لسعادتي
بالجانب الوضَّاء في تبشيري
فغدت تشاطرني خواطر خاطري
في غير تبيان ولا تحبير
حتى إذا جلست لتنظر حرة
في دفتر التصوير مثل أمير
كانت مؤمَّرة على ما أشتهي
قبل الخيال ودفتر التصوير
صدق المصور لم تصل في جِلسة
لعلوِّ شباكٍ أغرَّ قرير
لكنها جذبت عيون ضيائه
في غير إمهال ولا تقصير!
وترى جموع الكتب مِلن إزاءها
في حب سفرٍ١ بينهن صغير!
لم تدر أهوَن ما احتوين، وقدرُها
بالرغم في عينيَّ جدُّ كبير
وتقول: يا أبتي، أنا تلميذة
لك إن سمحت وما اشتكيت صريري!
والدهر يعلم أنها أستاذتي
وملاذ آمالي ووحي سميري
من كان يُسعَد بالطفولة هكذا
وهو الفقير يكون غيرَ فقير!
١
يعني ابنته.