بيئتنا
وقالوا لنا: في (مصر) أكرمُ بيئة
إذا ما اعتلى الباني فليست تعوقه!
وما عرفوا أن العظيم وإنْ سما
فبالرغم منها أن تُنال حقوقه
وكم من عظيم في شعور ومهجةٍ
يموت بها موتين جوعًا وحرقةً
يحفُّ به الحساد من كل جانب
ويأبون حتى رؤية المجد ميتةً!
فإن صدقوا فالصدق في عكس ظنهم
فقد تدفع الأسقام للبرء أحيانا!
وقد تخلق الأحزانُ بشرًا لآمل
كما حرك الجلمودُ للفكر إنسانا!
وكم غارق حولي ببحر من الأسى
وفي الناس من قد عدَّه فيه سابحا
يمنُّ عليه الأدعياء لخذلهم
مُناه، فهل لاقى المنية رابحا؟!
وما دام أهل الرأي أسرى عبادة
لأهوائهم والحقد، لا المثل العالي
فأي رجاء يُرتجى من فنونهم
ومن رأيهم بالحقد والخلق البالي؟
ألا لا دواءٌ قبل تهذيب روحنا
ولا خير في فن لغير أريب
يضحي بأسمى نفسه وهو منقذ
سواه لكي يحيا حياة أديب
فبثُّوا إذن في النشء دينًا قوامه
محبة فن في إخاء وفي جهد
فيعرف كلٌّ أن أكرم عزة
حياة الفتى للكل والكل للفرد
فإن صحَّ هذا فاذكروا بعد أننا
نعيش بحق بين أكرم بيئة
وإلا فخلونا بحسرة صابرٍ
على ما يلاقي من صروفٍ دنيئة!