مرقش
هو مشهد تجد الفكاهةَ مُرةً
فيه، وتعبس إن بسمتَ ثغور
تلقاه من خلف الستار، ودونه
يشتاق طلعةَ صفوه الجمهور
ما الألعبان — وإن ترنح — ما ترى
بل حظه في حسرةٍ مغمور
مسك الإوزة وهي وهمٌ مثله
في أنسه ففؤاده الممرور
وتسلسل المنبارُ من فستانه
للسخر، وهو ببؤسه مجرور
وترى على الوجه الحزين تقطعًا
وعليه من هزل الحياة سطور
وتراه ينظر للرفيقة في أسًى
نظر الشريد وقد جفاه النور
أخذت تجرب رقصة، لكن لها
في غير ما قد جربته شعور
هي تحفةٌ للفن في هندامها
والفنُّ عن آمالها محجور
تعبتْ وصيفتها ليبهج لبسها
في حين لم يُبسَط عليه سرور
وترى جموعَ اللاعبين إزاءها
كلٌّ له سأم يكاد يثور
هذي الوجوه العانيات جميعها
صور الحياة يسوقها المقدور
فترى العناءَ بها يُعدُّ تنعمًا
وترى الحبور بها جفاه حبور
وإذا برغم تنوُّع وتباينٍ
تعب الحياة موحَّد منظور