في العريش
لم يلق غير الرمل آية حسنها
فروى المصور رملها أمثالا
ضاقت بها الطرقات حين تمددت
فُسح البيوت الضيقات مآلا
فنرى المساكن ثَمَّ جدَّ صغيرة
وترى الفناءَ حيالهن توالى
وكأنها الأحلام تُغرقها المنى
أو كالحقائق إن أطعن خيالا
وصَحا بها الجوُّ الجميل فأشرقت
جدرانها كطيورها آمالا
بُنيت من الرمل الأصيل كأنما
هذي الرمال بزهوها تتعالى
وعلت مشارفها الطيورُ بصيرةً
بالغيب تستوحي الإله تعالى
وقرأن شعر (أبي العلاء) فرحبت
غربانها بضيوفها إجلالا
وكأنها أهل الديار، وحظها
حظ الرجال السائدين رجالا
إن السذاجة في (الطبيعة) فتنة
مثل الوداعة في الفنون جلالا
ومن المحبة في الوجود ذخيرة
للحسن يُلهمُ روحها المثالا
فيرى الجِنان إذا عدمن محبة
دون الرمال إذا اصطفين رمالا