حواء
أنتِ، لو كنت للغواية معنى
لم تزل فيك للتسامي معاني
نظرة منك للغصون تحاكي
نظرة منك في نُهى الإنسان
هذه تكسب الغصون ابتسامًا
مثلما تلك بسمة الوجدان
أيُّ حسن هذا الذي يُنكَر اليو
مَ، وقد دام قِبلة الأزمان؟
جمع الله فيه فتنته الكبـ
ـرى من العطف والحلى والأماني
كلُّ عيب فيه رُؤَى ناظريهِ
كم عيوبٍ تقوم في الأذهان!
أنتِ مستودَعُ الحياةِ وآما
لٍ كبارٍ لها غوالٍ حسان
أنتِ قدسية بجسم وروح
لنفوس تضيء بالإيمان
هيكلٌ لليقين تكوينك النا
بضُ بالحب، وهو أصل البيان
كل مُلك الحياة لا شيء إن غبـ
ـت، وإن عُدتِ صار مُلكَ الجنان
إن هذي الأعشابَ والجبلَ الشا
خصَ والنهرَ منك فيها مباني
والذي لا يراك رؤية تقديـ
ـس فإلحادُه جسيم وجان
توَّجتك الغصونُ بالورق النا
ضر في نضرة وفي عنفوان
ووهبت الذي أجلك واستو
حاك ما جلَّ من عُلا التيجان
إنما العيش بالجمال وبالحبـ
ـبِ بنجواك في عزيز الأغاني