بروحي …
بروحي التي من جودها أسر مهجتي
وعينان نجلاوان تأتلقان
أهاب بقلبي خاطري أن يصونه
وكيف وقلبي في الغرام يعاني؟!
مشيت إليها كالجريح لحتفه
وأجمل بحتف في ظلال حسان!
مشيت إليها والهوى جاذبي لها
وفي ألق العينين كنز معان!
وقد عصبت ذاك الجبين فطوَّفت
وحدَّت منار السحر للمتفاني
فلما تلاقينا تهيبت حسنها
تهيبها حبي ونار بياني!
وما هي إلا نظرةٌ فتوردت
لها طلعة تروي نعيم جَنان
وما هي إلا بسمةٌ فتفتحت
تفتح زهر في ربيع جِنان
فأشرق ذاك الثغر بعد سحابة
وآمن فيها الحب بعد أمان
فحيت غرامي بالرشاقة مثلما
جعلت تحياتي خشوع لساني!
وقبلت منها راحة طاب لثْمُها
لروحي ولم تخلق لغير بناني
فأغنيت عن إعلان شوقي بلفظة
لدى قبلات في حياء غواني!١
إلى أن دعتني للجلوس بقربها
فسرت لدنيا الحب في خفقان
وفي زرقة العينين طهر سمائها
وفي بسمة الإغواء زلة فان!
فألفت بين الطهر والإثم ناعمًا
وفي الحب مهما شطَّ يأتلفان!
١
أي القبلات.