الرائد١
إذا بلغ الأسماع صوتي فإنني
لأغنى به عن كل صيت وإكبار
فوا عجبي ممن يعيش لشهرةٍ
ويُفتن بالتصفيق فتنة مهذارِ
وما شهرة الإنسان إلا كمنبرٍ
تعين على نشر لوحي وأفكار
فإن بلغت بالجهدِ فهو جلالها
وإن لم تزد عن كونها عونَ أوطارِ
ومن تخذ الصيت الفخار لزهوه
فأهون به في زهوه سخرَ أقدارِ!
فما الصيت يبقى للذي هو مجدبٌ
ولا هو ينأى عن سخي بأثمار
وكل احتيالٍ بعد هذا سخافةٌ
وكل نضالٍ بعد هذا من العار
•••
وقال صديقي: ما أرى الناس قد رضوا
بما قلته، بل كان موضع إصغار
فقلت: كفاني أنهم شغلوا بهِ
وأترك للأيام تقدير أشعاري
بحسبي أني قد هدمت حوائلًا
من النفر الحسادِ للأدب الساري
وبلغت صوتي عاليًا في كرامةٍ
وهيهات أعنى بعد هذا بآثاري
سأتركها تطوي المدائن والقرى
على عجلٍ، أو في تمهل أسفارِ
فأنى بها حسد العليم ولم أكن
لأجعلها جسرًا لنشوة أغرار
كفاني أني قد ضمنت مسيرها
وحسبي علمي قدرها بين أقدار
وما حفل الرواد يومًا بهاتفٍ
ولا بجزاء من جحود وإنكار
وإني على ضعفي لرائد بيئتي
جريئًا أوافيها بحبي وإيثاري
أجدد طورًا، ثم أهدم تارةً
وأبني الذي أبني مآثر للقاري
فإن صدفت عني فالدهر مسمعٌ
يصون ندائي عن تجاوب أحجار!
١
The Pioneer.