على كرسي الموت
أهذا هو البرء الذي هدَّ داءنا؟!
أهذا هو العلم المحيي رجاءنا؟!
عفاءً على الإنسان إنْ دام علمه
أسيرًا لجهل ثم نال احتفاءنا
نميت بتيار الحياة١ جناتنا
فلا نقتل الجاني، ونبقي شقاءنا
فما خُلق الإنسان إلا مسيَّرًا
وأعظمنا الأحجى يعاني عناءنا
أهذا هو التمدين والرحمة التي
تُعَدُّ لدى الفاني الشقي عطاءنا؟!
أليست لنا خزيًا، وللعلم صرخة
نغافلها ردَّت علينا ادعاءنا
فإن أولي الإجرام أحرى ببحثنا
لنقتل داءً لم يزل بَعدُ داءنا
لقد أصبح الإنسان نسلًا مضيَّعًا
لدن قد وهبنا للكلاب اعتناءنا!
لماذا أبحنا للسقام تناسلًا
وبعد قساة ما ذكرنا وفاءنا؟
ألم تك أولى بالعقول وقاية
من الداء، لا قتل العليل إزاءنا؟!
•••
ومَن هذه الحسناء في جِلسة الردى
معصبة العينين تبكي ولاءنا؟
وقد قُيدت وهي الضعيفة بيننا
وقد ألبست ثوب الحداد فداءنا
وينبض فيها القلب آخر نبضة
رثاء لها لمَّا نسينا رثاءنا!
لقد حكم القانون بالموت معلنًا
له العدلَ، والقانون يتلو غباءنا!
فما صغرت إلا وفي النفس عزة
وما سخطت إلا وعافت عداءنا
وما جلست تبكي وفي سمعها سوى
ملاحن ذاك الأمس تتلو غناءنا
فحقرت الدنيا التي بعدما احتفت
بها أعلنت هذا العقوق ثناءنا
كأن ضحكت عند البكاء فليتنا
خجلنا وقدَّرنا البكاء هجاءنا
١
التيار الكهربائي.