الوعود
إذا كان في دنياي شيء أعده
صدوقًا وإن لم أبله فهو الموت!
سمعت وعودًا في حياتي كثيرة
وصدقتها لكن تناولها الفوت
وقد ضحكت مني ولكنني الذي
ضحكت كأني بالعقوق تسليت!
كأني (پروميس) الذي لم ينل سوى
شقاءٍ جزاءً للذي كنت أسديتُ
فإن صالح الأقدار بعد تخاصم
فلست مصافيها ولا أنا عاديت
لتعبث بي الأقدار ما شاء حكمها
فإني لصبار وإن أنا عانيت
وما خوفي الإعصار بعد هبوبه
إذا انطفأ المصباح واندلق الزيت؟!
وأي جحيم بعدُ أخشى لهيبه
إذا احترقت نفسي كما احترق البيت؟
•••
وناجيت حظي ثم أغفلته وقد
تذبذب، حتى جاءني فتأبيت!
عرفت زماني بالغ اللؤم خائنًا
وما (الحظ) إلا ابن له يوم ناجيت!
لئن نلت منه بعض بر محقق
فمن قاس ما أعطى بما أنا أعطيت؟
إذا هو حياني ففي غده أرى
نقيض الذي آنست منه ولاقيت
فأصبحت لا أبكي ضياع مروءتي
إذا الخل عاداني عقوقًا وصافيت
ترقبت عمري أن أساء معاندًا
دوامًا فأسقاني (الشقاء) وأسقيت
شربنا١ على نخب الولاء كأننا
صديقان مذ كنا فدام ووفيت!
فإن عضني غدرًا وصحت معانيًا
ونحت تعلت حكمتي فتباكيت!
على أي شيء في الحياة مدامعي
وما وسعت بعض الذي قد تمنيت؟!
وأي جمال غير ما قد لمحته
بنفسي، فإن تشكر فما أنا حابيت!
رأيت بها (الدنيا) جمالًا، ومهجتي
تقاسي، وكم أخفيت ما كنت قاسيت!
إلى أن أتتني فتنتي صحبة الهوى
بوعد برى نفسي لأني باليت
فحالت ظلامًا بعد نور لناظري
وأنهيت أحلامًا بهن تناهيت!
•••
أما وفؤادي كاد يقتله (الهوى)
ويا طالما في الشعر بالحب داويت
وقد بات مثلي يجهل (الحسن) حقه
فأمسى بعيدًا عن ندائي وأمسيت
وما زلت أجني غير ما قد بذرته
ويتبعني العذال واللو والليت
فبالله رفقًا واتركيني لحسرتي
هنيئًا، بلا وعد سما فوقه الموت!
١
أي الشاعر والشقاء.