وساوس الهجر
وساوس الهجر باعديني
بل صادقيني وأسعديني!
تحولي بلسمًا لقلبي
وعللي مهجة الحزين
فليس من حائل كبير
إذا ترفقت بالغبين
تحولي نخبة الأماني
ولا تمتي إلى الظنون
كفى التياعي بطول وجدي
كفى شحوبي، كفى أنيني
سكنت نفسي بغير إذن
في خلسة السارق اللعين!
وحزت صفوي بلا حساب
ونلت ذخري من اليقين!
عبثت عبثًا براح لبي
كالموج يطغى على السفين
فكنت أشقى على اصطبارٍ
وكنت أرضى على جنون!
أليس هذا شفيع سؤلي
إليك من قلبي الأمين؟
فسامحيني وعلليني
فرب كفر شبيه دين!
وأرشديني إلى هدوءٍ
يطيب لا أن تعانديني
وعندها يستحيل هجري
وصلًا، فأقضي على شجوني
أرى التي تيمت فؤادي
في غير سعي لها خئون
أرى سناها يطوف حولي
في خطرة الحلم كاليقين
كما تصيرين لي حبيبًا
كعالم الشعر والفنون!
فكم ليال طغيت فيها
أشد من ثورة المنون
وددت موتي وداد خلٍّ
بنزعة اليائس السجين
طعنت حتى لم يبق جزءٌ
يصانُ من قلبي الطعين!
وعدت بعثًا لكي ألاقي
مكررًا من ردًى دفين!
ولو ترفقت صنت نفسي
صيانة المعقل الحصين
فنكبة الهجر لا تضاهي
وساوس الهجر والحنين!
فأنت داءٌ يحز دومًا
إذا تماديت دون لين
وأنت إن شئت كنت عونًا
كفيلسوف الهوى المعين!
فهل تُلبِّين لي نداء
بوحيك الشائق الثمين؟
فإن هذا هو انتصاري
على غرام ومستهين!