الأسيرة أو المنشودة المنبوذة
رأيتك مثل (المجدلية)، إنما
عدمت حنانًا (للمسيح) بدنيانا
وهبتِ الورى من لذة الحب ما اشتهوا
فجازاك لعنًا من تقدم قربانا!
كأنك في صحراء من غدر حالهم
وقيدت تعذيبًا وأرهقت كفرانا
ولكن نار الشمس تشفق مثلما
تبدل هذا الرمل في العطف إنسانا!
وتوشك جرداء الغصون لعطفها
تُظلُّك بل تُنمي لك الزهرَ ألوانا!
ويخجل قر الليل منك فيغتدي
سياجًا ودفئًا، بل يحوطك لهفانا!
فإن أنت لاقيت العقوق أو الأذى
فلم تعدمي الإنصاف في العيش أحيانا
بحسبك أن يُعنى بهمك شاعر
وأن تجذبي فنًّا إليك وفنانَا
وحسبك عطف (للطبيعة) بالغ
وإن سلب الجاني جمالك عدوانا
شكاك كما ضحاك حين وهبته
نعيما كما يهوى، وأفناكِ حرمانا!
وعدك من هدمته حينما اشتهى
غلوًّا وأفنى العيش والحظَّ سكرانا!
ولكنما الأغلال رغم ثباتها
ستفنى كما يفنى الجديدان بنيانا
فتغدين من بعد العذاب طليقة
كما يدرك الإنسان في النور ما كانا
ويبصر ما معنى الحياة ونبلها
ويحترم الأنثى وإن كان سلطانا!