فصل في مقارنة بعض معانيه بمعاني غيره
قال أبو العلاء:
وقال الوزير ابن زيدون:
أقول: مدار المعنى في الشعرين على التعجب من مخاطرة هذه المعشوقة في زيارة صاحبها. فتناوله كلا الشاعرين، وتلاعب به، فأبرزه في الصورة التي شاء له اقتداره إبرازه فيها؛ وقد أجاد كل منهما فيما حاوله، وتساويَا في الإحسان، فلا أرى للترجيح مدخلًا بينهما. ويلوح لي أن كليهما اعتمد في توليد معناه على قول أبي الطيب:
ولا يظهر ما قلته إلا بزيادة التدقيق، وإطالة التأمل.
•••
وقال أبو العلاء:
وقال ماني الموسوس وقد سأله محمد بن طاهر إجازة قول الشاعر:
فقال:
أقول: خلاصة المعنى المبالغة في الحجر عليها. فادعى أبو العلاء أن وليَّ أمرها بالغ في حجبها، حتى حلف على خيالها ألا يزور حبيبها، ولكن الخيال غافله وزاره، ولضناه في حبه نحل، فخفى على مَنْ يترصد رؤيته، وقصَّر ماني فلم تصل يده إلى الخيال. وبيتاه على ما فيهما من حسن التخيل وعذوبة الألفاظ ينحطان عن بيتي أبي العلاء.
•••
وقال أبو العلاء:
وقال آخر:
وقال آخر:
فأبو العلاء شبه الليل في قصره بالقِطْع، وهو النصل الصغير، والثاني شبه يومه في قصره بعنق الذباب. والثالث شبهه بإبهام القطاة. قال أبو يعقوب النحوي: وهذا أشد مبالغة من قول أبي العلاء، إلا أنه أغرب في الصنعة، من حيث إنه ذكر قطع الليل وقطع السهم، جاعلًا مضي الليل كمضي السهم. ا.هـ.