فين أنت يا حنفي
فين أنت يا حنفي
أسفت لما حل بك — عافاك الله — ووالله ما كانت الأنامل التي عرفت كيف تُسَير القلم لتسمعنا أزيزه على صفحة القرطاس أنات المروءة والعفاف والوطنية الصادقة من العابثين بها — ما كانت تلك الأنامل لتجازي من القدر بقطعها — صعب علي أن أتصور تلك النفس الكريمة تئن تحت يد الجراح، ولكنه القدر ولا قوة إلا بالله — وحرام علينا أن نسمع بعد اليوم «من النكات السقع» ما يضحك له الإنسان «مجاملة» «ويخرج من الموضوع بغير فائدة لا فيش ولا عليش» فكم مَن دَعِيٍّ وأديب منزوٍ «وكاتب مش كاتب» «يخبط» النكتة تلو الأخرى — ولا مغزى ولا طائل — وأنت أدرى الناس — مد الله في أجلك — أن من كان يصيغ الحكمة في قالب النكتة — ليشوق إليها المطلع — قليل — وقليل ما هم أولئك النفر، وأنت منهم — فلا غرابة أن حزن قراء الكشكول عند غياب «أبو محمود» وحديثه.
كنت أشكو إليك — وكم من مرة شكوت تحت «أسماء مستعارة» على صفحة الكشكول — من أعمال أوانسنا وشباننا، فكان في ردك ما يشفي صدري ويثلجه — ولو كنت تشاركني العبرة على ما صارت إليه حالتنا الأخلاقية لكفى، فلمن أشكو اليوم وأنت طريح فراش في قصر العيني؟!
سوف تعود إلى الكتابة إن شاء الله تعالى، فالأيدي التي صافحها الألم وحركها الشعور الشريف «الغيرة على الآداب» لا يطرق اليأس أبواب قلوبها وإن قطعت — لا حرم الله الكشكول وقراءه منك ولا منه — «وليحيا الكشكول ولا كاتب إلا أنت» وردك الله إلينا يا أبا القلم ويا أبو …