حول مذكراتي
أعجبتني مذكرات «الأسطى حنفي، عربجي نمرة …» لأن حديثه عذب لا يمله القارئ، نفثات وشاها قلم خبير بعللنا الاجتماعية التي وقفتم أنفسكم وصحيفتكم الغراء لاستئصالها.
أري أنه لا يجدر بنا — ونحن الآن في صدر عصر حريتنا — أن نتجاهل ونتعامى عن ما يجري في أرضنا، ويسبح في أثرنا من أنواع المخازي وضروب العار، لقد فكت سيداتنا وأوانسنا من عقال الحشمة والوقار، وما جرأهن على ذلك سوى … «دعني أصارحك القول، وزرني أرفع النقاب عن الحقيقة المرة المؤلمة» سوى المظاهرات.
ما شاء الله، خطوة كبرى أرجو أن لا تنتهي «بزحلقة» فلقد نالت امرأتنا استقلالها، فصارت لها جرائد تتوسط لها في الزواج؟ ولجنة وفد، وسنرى لنسائنا إن شاء الله برلمان ولجنة دستور؟ فهل لسادتنا السفوريين من مطلب آخر؟
هذا ما سيخبرني عنه «الحاج حنفي» لأنه — ولا شك — «داير» والأخبار ترد إليه أول بأول:
لقد رأيت الفتية يجلسون على حجر «الستات» وبأيديهن الأعلام يلوحون بها في الفضاء أيام المظاهرات، وأظن — بل أؤكد — أن الحاج حنفي «ركب» في مركبته — عينات وارد الثورة.
وأرى من تتبع مذكرات «الحاج حنفي» أن هناك أشياء أخرى لا يود سردها، ولكنني أرجوه أن يكون صريحًا «في موقفه» وأن «لا يتلجم» فيتحفنا بما رآه وعنَّ له.
بقي شيء واحد أود أن أشكوه — للحاج حنفي — مستطلعًا رأيه في علة اجتماعية كبيرة: ما رأيك — يا بو محمود — في صحف تتعيش الآن من النصب؟ تسبُّ الناس لتبتز أموالهم دعاوة للنقد، النقد الصحيح هو أن ينتقد المنتقد عملًا يستهجن أو يرى أنه يعود على المجموع أو الأمة بالستر، حتى إذا عاد المنتقد إلى صوابه وعمل عملًا نافعًا حبذه وشكره … فهل يصح في مثل عصرنا الحاضر أن يستتر هؤلاء تحت رواء الصحافة البريء، ويبتزون أموال الناس «عيني عينك» أو على عينك يا تاجر.
هذا هو ما كتبه الكاتب الأديب الذي يود أن يثير بيني وبين سيداتنا حربًا لا قبل لي بها، ولا يمكنني أن أتحملها أبدًا، أنا «خدامك ومحسوبك» «يابن جلا» فإلى الملتقى في المذكرة الآتية «بس إن عجبك».