الهِرْمِنيوطيقا: بوصفها منهجًا للتفسير عند أمين الخولي
«فَرادة الشيخ «أمين الخولي» تظهر في محاوَلته الرائدة لتوطين الهرمنيوطيقا والمناهج الجديدة في تفسير النصوص في مجال الدراسات الدينية بالعربية. بعد استقراءٍ وتتبُّع يمكِن القول: إن «الخولي» هو أولُ هرمنيوطيقيٍّ بالعربية، وربما في عالَم الإسلام؛ إذ لا أعرف أحدًا سبَقه إلى ذلك، حتى في بلاد الإسلام غير العربية.»
يقدِّم هذا الكتاب صورة بانورامية عن مشروع التجديد عند الشيخ «أمين الخولي»، باعتباره أول رجلِ دينٍ مسلِم يتجاوز الأدوات التراثية في فَهم الدين ونصوصه، إلى استخدام المناهج والمفاهيم الحديثة وتوظيفها في نقد الفهم القديم وبناء فَهمٍ جديد. ويشرح الكتاب باستفاضةٍ منهج الشيخ في تفسير القرآن، ونقدِ النصوص الأدبية، وتبنِّي النهج الجديد الذي اختطَّه «شلايرماخر» في تعريف عملية التفسير بوصفها «فنًّا للفَهم» عبر النظر إلى المفسِّر، وطريقة فَهمه، والعوامل المؤثرة في كيفية فَهم النص وأُفقه التاريخي. كما يتناول الكتاب رحلة الشيخ إلى كلٍّ من إيطاليا وألمانيا واطِّلاعه على مناهج الفلسفة الغربية الحديثة، وإيمانه بضرورة التطوُّر، وسعيه إلى توطين المناهج الجديدة في جامعة الأزهر، وإدخاله علمَ الأديان ضمن المواد الدراسية.