مجلس القردة
أول ما فعله الدكتور دوليتل عندما نهض من نومه هو أن أعلن أنه مضطر إلى المغادرة، فقال: «علي أن أعود إلى بودلبي. لقد طال غيابي.»
دهشت جميع حيوانات الأدغال من سماع هذا، فقد حسبوا جميعًا أن الطبيب سيمكث معهم إلى الأبد، فاجتمعت القردة مساء ذلك اليوم لمناقشة الأمر.
نهض زعيم قردة الشمبانزي أولًا وقال: «لماذا سيغادر؟ أليس سعيدًا معنا؟»
فنهض كبير قردة الغوريلا وقال: «أعتقد أن علينا أن نطلب منه البقاء، لعله يمكث إن بنينا له منزلًا أكبر وفراشًا مريحًا.»
ونهض تشي تشي ليتحدث، فتهامست سائر القردة وقالت فيما بينها: «صه! تشي تشي سيتحدث.»
قال تشي تشي: «أيها الأصدقاء، يؤسفني أن طلب البقاء من الطبيب لن يجدي نفعًا؛ فلديه الكثير من الواجبات في بودلبي، وثمة حيوانات أخرى تنتظره هناك، ولا بد أن قلق حصانه قد اشتد بحلول هذا الوقت، وقد خلف هناك أصدقاء، كما تلطف صياد بإقراضه قاربًا تحطم على بعض الصخور، وعلى الدكتور دوليتل أن يجد بديلًا له. ليس من العدل أن يبقى هنا.»
صمتت القردة بعض الوقت، وجلست على الأرض تفكر بعمق، وفي آخر الأمر نهض أحد قرود البابون قائلًا: «أظن أن علينا ألا نترك هذا الرجل الطيب يغادر دون إهدائه شيئًا. يجب أن نفكر في هدية رائعة لشكره على كل مجهوده، فعليه أن يعلم مدى امتناننا له.»
نهض قرد أحمر صغير يجلس في مؤخرة الحشد وقال: «أؤيد هذا! علينا أن نجد له أفضل هدية.»
فصاح قرد آخر: «علينا أن نعطيه حقيبة ممتلئة بجوز الهند!»
وقال آخر: «لنعطه مائة حزمة من الموز.»
فهز تشي تشي رأسه نفيًا وقال: «هذه أفكار رائعة، لكن حمل هذه الهدايا إلى بودلبي سيكون ثقيلًا، كما أنها على الأرجح ستفسد قبل أن يُؤكل نصفها.»
فقال القرد الأحمر الصغير: «وجدتها! عرفت بالتحديد ما الذي علينا أن نهديه إياه. علينا أن نهديه ظبي بوشميبوليو.»
فقال تشي تشي: «هذه فكرة رائعة! لم ير أحد قط في بودلبي ناقة بوشمبوليو. رائع!»