جوهرُ الإنسانية: سَعيٌ لا ينتهي وحَرَاكٌ لا يتوقف
مِن هوميروس حتَّى حرْبِ النُّجومِ والبَشرُ في سَعْيٍ دائِمٍ وحَرَاكٍ مُتواصِل؛ فمُنذُ اللَّحظةِ الأُولى الَّتِي خَطَا فِيها الإِنْسانُ عَلى الأَرْض، سَعَى إلَى مَا هُوَ أَبْعدُ مِن احْتِياجاتِهِ الأَساسِيَّةِ ورَفاهِيتِه الشَّخْصيَّة؛ سَعَى وَراءَ المَعْرفةِ والمُغامَرة. الإِنْسانُ يُخاطِرُ بحياتِهِ في تَسلُّقِ الجِبالِ بدافِعِ الفُضولِ والمُغامَرة، ويَدرُسُ ويُجرِّبُ الْتِماسًا للمَعْرفة، ووَصَلَ إلَى القَمرِ وما وَراءَه. إنَّ مَيْلَ الإِنْسانِ الَّذِي لا يَكِلُّ وَلَا يَمَلُّ إلَى السَّعْيِ المُستمِرِّ هُو تَحْديدًا — كَما يَرَى مُؤلِّفُ الكِتابِ — مَا جعَلَه مُتميِّزًا، وجعَلَه سيِّدَ كُلِّ الكائِناتِ والأَحْياءِ الأُخْرى عَلى الأَرْض.
إنَّه كِتابٌ مَلْحَميٌّ عَنِ العِلمِ والفَلْسفةِ والدِّينِ والفُنُون، ودِراسةٌ لماضِي الجِنسِ البَشريِّ ومُستقبَلِه؛ حَيثُ يَتتبَّعُ الحَياةَ عَلى الأَرْضِ بَدْءًا مِنَ الخَلايا البَدَائِيَّة، مُرُورًا بالحَضاراتِ القَدِيمةِ والعُظماءِ مِنَ الفنَّانِينَ والعُلَماءِ والمُستكشِفِينَ في الماضِي، حتَّى بِدايةِ التَّجارِبِ الوِراثِيةِ في العصْرِ الحالِي.