تأمُّل الشاشة: تلقِّي الأفلام
عُرِض فيلم «طارد الأرواح الشريرة» لويليام فريدكين في عام ١٩٧٣م، بعد سنوات قليلة من نشر الرواية التي ألَّفها ويليام بيتر بلاتي. وإذا كانت الرواية قد أثارت بعض الحراك في الوسط الثقافي، فإن الفيلم أطلق موجات عاتية من الجدل والإشادة والخوف.
وإبَّان عرضه، أصبح فيلم «طارد الأرواح الشريرة» أكثر الأفلام تحقيقًا للإيرادات في تاريخ السينما. وبعد أَخْذ عامل التضخم في الاعتبار، لا يزال الفيلم يحتل المرتبة التاسعة في قائمة أكثر الأفلام تحقيقًا للإيرادات في تاريخ السينما (انظر الملحق «ب»؛ لا يوجد أي فيلم رعب غيره في قائمة أكثر ٥٠ فيلمًا تحقيقًا للإيرادات). وقد تم ترشيحه لعشر جوائز أوسكار، فاز بجائزتين منها.
يحتوي «طارد الأرواح الشريرة» على مجموعة من الصور لا تُنسَى، وأصبحت، بعد مضيِّ ما يقرب من ٤٠ عامًا، جزءًا من المشهد الثقافي: ريجان الممسوسة (ليندا بلير) برأسها الذي يدور ١٨٠ درجة حول نفسه، والكميات الهائلة من مقذوفات القيء الأخضر، وعبارات التجديف؛ وطارد الأرواح الشريرة، الأب ميرين (ماكس فون سيدو) وهو يتقدَّم نحو الحجارة الرملية لمدينة جورج تاون تحت جنح الظلام. لقد أثار الفيلم العديد من النقاشات حول ممارسة طرد الأرواح الحديثة والقديمة، وبدأ بعض المشاهدين يتقبَّلون فكرة وجود أناس مسكونين بالأرواح الشريرة في العالم الواقعي. أما غير المؤمنين، فقد نظروا إليه باعتباره فيلمَ رعب جادًّا يطرح رؤية حول العلم والإيمان في العالم المعاصر.
عندما نشاهد الأفلام، فإننا نتابع خيط القصة ونغدو مندمجين مع شخوصها بكل جوارحنا. لكننا، في الأغلب، لا نعود مطلقًا إلى التفكير فيها مرة أخرى بعد نزول تترات النهاية. ومع ذلك، يحدث أحيانًا أن فيلمًا ما يمكث معنا، ونظل نفكِّر فيه مليًّا، لساعة، أو لأسبوع، أو لسَنَة، أو لبقية عمرنا، وتظل قصته وصوره تشغل أذهاننا، فنعيش مجدَّدًا تلك المشاعر التي اختبرناها أثناء مشاهدته، ونقيِّم جودته وتجربة المشاهدة، ونربط بينَه وبين بقية العالم من حولنا (فقد نربطه بعملنا أو بشيء قرأناه في الصحف). ويتحوَّل فهمنا لقصته وشخوصه إلى خريطة نسترشد بها بقية حياتنا.
وسواءٌ احتفظنا بتلك التأملات لأنفسنا، أو تقاسمناها مع آخرين، فإن تلك المرحلة هي التي يجتاح فيها الفيلم جوانب أخرى من حياتنا.
(١) استمتاع المُشاهِد بالأفلام
الأفلام الكوميدية
الضحك من دواعي السعادة، والأفلام الكوميدية تُضحِك الناس؛ ومن هنا، فقد تكون هي أكثر أنواع الأفلام رسوخًا. وبإمكاننا إعادة صياغة شعار الهيبيز ليصبح: «إذا كان يمنحك شعورًا بالسعادة، فلتشاهده.» تلك الملاحظة تتفق ونظرية المتعة حول جاذبية الفيلم؛ فنحن نستمتع بالأفلام لأنها تجلب لنا المتعة.
بيد أن كل أنواع الدعابة ليست عدوانية؛ فجملة «أحضِرْ لي مما طلبتْه هي» إزاء النشوة الجنسية المصطنعة لسالي (ميج ريان) في مشهد المطعم في فيلم «عندما قابل هاري سالي» (وين هاري مِت سالي) هو مثال سينمائي على النكتة «الودودة». فالمرأة التي قالتْها لم تكن تحمل أيَّ مشاعر عدائية تجاه سالي، أو قائمة الطعام، أو النشوة الجنسية. ورغم أن النكتة تحتوي على عنصر جنسي، فإن الشعور لا يتعرَّض للكبت؛ ومن ثَمَّ لا تنطبق عليها نظرية فرويد.
أفلام العنف
لماذا يستمتع الناس بمشاهدة أحداث مليئة بالعنف والدمار والمعاناة البشرية؟ بحسب فرويد، تكون الميول التدميرية الفطرية عُرضة للعقاب في المجتمعات المتحضِّرة عند التعبير عنها بطريقة مكشوفة؛ ولذا فإنها تُزاح إلى دائرة اللاوعي. بيد أن ذلك لا يقضي عليها، ولذا فهي تثير فينا توترات داخلية. ويتمثل أحد الحلول في إزاحة نزعاتنا العدوانية (أو التسامي بها) بعيدًا عن الأنشطة التي قد تسبِّب لنا المتاعب (بدء مشاجرة في حانة) باتجاه أنشطة مقبولة اجتماعيًّا (مشاهدة مشاجرة في حانة في أحد الأفلام).
يطرح علم النفس التطوري فكرة مماثلة باستخدام مفردات مختلفة. فعلى امتداد مسار التطور البشري، برهن العنف على كونه مفيدًا لبقائنا على قيد الحياة في مواجهة الأعداء والوحوش الضارية. ومن هنا، يُعتبر العنف حافزًا مفيدًا في حل المشكلات، وهو محفور بعمق في شفرتنا الوراثية. لكن في عالمنا المعاصر، لا يمثِّل العنف وسيلة ناجحة لحل مشاكل الحياة اليومية؛ ومن ثَمَّ تجد دوافعُنا العدوانية تعبيرًا لها في الوسائل الرمزية، وتتحوَّل أفلام العنف إلى مصادر للمتعة والإشباع.
أفلام الرعب
الأفلام الحزينة
يثير الاستمتاع بالأفلام الحزينة مفارقة شبيهة بمفارقة الاستمتاع بأفلام الرعب؛ ففي ضوء أن معظم الناس يَعتبِرون الحزن شعورًا سلبيًّا ويتجنَّبونه بصفة عامة، لماذا إذن تَحظى الأفلام المعروفة ﺑ «البُكائيات» بكل تلك الشعبية؟ في الظاهر، يبدو هذا مناقضًا لفكرة أن الناس لا يأتون الأشياء التي لا تُشعِرهم بالسعادة. والحال أنه في العديد من الأفلام لا تمثِّل الأحداث الحزينة أيَّ مشكلة لو أننا تناولناها من منظور شمولي. فالأحداث المحزنة في بداية أو منتصف القصة تمثِّل تحدِّيًا لشخوصه يتم التغلُّب عليه على مدار الفيلم؛ ومن ثم تزيد من قدر المتعة المتحصِّلة من نهايته السعيدة. فملحمة مثل «سيد الخواتم» يمكن أن تتضمَّن العديد من الأحداث المأساوية عبر سَرْدٍ ممتدٍّ، ما يتيح للشخصيات، مرة تلو الأخرى، الانتصار في نهاية المطاف.
(٢) تفسيرات المشاهدين
الدراسات التاريخية
كثيرًا ما تنقسم ردود الفعل على الأفلام وفقًا لتوجُّهات ذات طابع سياسي. فردود أفعال المسيحيين المحافظين نحو فيلم «آلام المسيح» (ذا باشن أوف ذا كرايست) لميل جيبسون ركَّزت على فكرة تضحية المسيح بنفسه بما لها من أهمية في تعزيز الإيمان، في حين لفت الليبراليون الانتباه إلى صورة اليهود السلبية في الفيلم وشغف جيبسون بالعنف السادي-الماسوشي. لكن في بعض الأحيان لا تنقسم ردود الأفعال وفقًا لخطوط بمثل هذا الوضوح. ففيلم «صمت الحملان» على سبيل المثال، لاقى استحسانًا كونه يتبنَّى موقفًا مناصرًا للمرأة، خاصةً في تجسيده لشخصية الشُّرطية كلاريس ستارلينج (جودي فوستر). فقد كشفت كلاريس، خلال مطاردتها لسفَّاح يستهدف النساء الشابات، عمَّا تتمتع به من قوة وعزيمة وقدرة على تحقيق النجاح في مجال يهيمن عليه الرجال.
كان ردُّ الفعل الثالث سلبيًّا هو أيضًا، غير أن هؤلاء النقاد وجدوا في الفيلم نموذجًا للنسوية «الزائفة». فالفيلم في نظرهم مجرد عمل نمطي من نوعية أفلام الصديقين يقوم على تيمة الانتقام، ويسعى إلى قلب الأدوار الاجتماعية عبر الزجِّ بالنساء في أدوار تُسنَد عادةً للرجال (نيومان وريدفورد في «بوتش كاسيدي وطفل صندانس» (بوتش كاسيدي آند ذا صندانس كيد)، على سبيل المثال). فبالنسبة إلى هؤلاء النقَّاد، لم يكن الفيلم مقنعًا؛ لأن ثيلما ولويز اعتمدتا بكثرة على الحلول الذكورية (أسلحة نارية وسيارات سريعة) بدلًا من الحوار والبَوْح بمكنون الذات (اللذين يُفترض أنهما الوسيلتان النسائيتان في حلِّ المشاكل). وكلَّما تعمَّقنا في تقصِّي عملية تلقِّي «ثيلما ولويز»، اتضح لنا بصورة أكبر أن اختزال النقاش في نمط «هو قال/هي قالت» ينطوي على تبسيط مخلٍّ أكثر مما ينبغي.
الدراسات الثقافية
يذهب ستيوارت هول في مقاله «التشفير/فك التشفير» (١٩٨٠) إلى أن فهم المنتجات الثقافية (التليفزيون، الأفلام، الإعلانات، إلخ) يتضمَّن مجموعة من العمليات التي يكمل بعضها بعضًا. «فالتشفير» هو العملية التي يقوم من خلالها المبدعون، إما عمدًا أو عن غير عمد، بإضفاء شفرات ذات مغزًى (المعنى) على منتج ما. و«فك التشفير» هي العملية التي من خلالها يقوم المتلقُّون (المشاهدون) بتفسير الشفرة واستخلاص معناها. غير أن فك التشفير ليس ببساطة مجرد صورة مرآوية من التشفير؛ ذلك لأن مَن يضطلعون بفك الشفرة لا يشاركون دائمًا مَن يضطلعون بالتشفير نفسَ الرؤى الاجتماعية. لا يعني هذا أن مَن يضطلعون بفك التشفير مخطئون؛ فهم ببساطة لديهم خلفيات ودوافع تختلف عن تلك الخاصة بالمشفِّرين. وسيعمدون إلى ضبط تفسيراتهم بحيث تنسجم مع رؤاهم للعالم. ولأنهم يأتون من مشارب اجتماعية شتَّى، سيظل هناك على الدوام العديد من التفسيرات المختلفة.
بيد أن الاستبصارات المتحصِّلة من تلك المجموعات النقاشية كشفت عن وجود مجموعة من التفسيرات المستقلة ذات البعد الثقافي، التي تقترح أفكارًا متنوعة عن الهُوية الفردية. فقد مال العرب واليهود المغاربة إلى التركيز أكثر على أحداث القصة؛ حيث قاموا بتقييمها من خلال مصفاة أخلاقية فيما يتعلَّق بالأدوار العائلية للشخصيات المختلفة. وفي المقابل، انصبَّ اهتمام الأمريكيين والإسرائيليين على الشخصيات، وأبدَوا اهتمامًا كبيرًا بدوافعها النفسية وردود أفعالهم الشعورية تجاهها. وأخيرًا، استمتع المشاركون الروس بالبرنامج، بيد أنهم اتخذوا موقفًا نقديًّا متحفِّظًا تجاه سلوك الشخصيات والعمل بأكمله. فقد تساءلوا عن مقاصد القائمين على إنتاج وتوزيع البرنامج، وأعربوا عن قلقهم من احتمال وجود رسائل معينة تتلاعب بمشاعر الجمهور بهدف تعزيز نزعة الاستهلاك لديهم.
دراسات تفسيرية أخرى
اختارت رادواي مجموعة من النساء المولَعات بقراءة الروايات العاطفية، واستخدمت استبيانات ومقابلات للوصول إلى فهم أعمق لمعنى تلك الروايات بالنسبة إلى هؤلاء النساء. ورصدت الوظائف التي تضطلع بها الكتب في حياتهن (الاسترخاء، الهروب، التعلم، تعديل الحالة المزاجية، العناية بالنفس)، وأبدت تلك الملاحظة غير المتوقَّعة بأن ممارسة القراءة كثيرًا ما يُنظر إليها باعتبارها تحديًا، بالنظر إلى الضغوط الشديدة التي تتعرَّض لها النساء في حياتهن، والتي تجعل محاولة تخصيص بعض الوقت لأنفسهن مهمة عسيرة.
كما قامت رادواي أيضًا بتفسير تفسيرات النساء. فهن يُفضِّلْنَ البطلات اللواتي يتمتعن بالإصرار وقوة الإرادة، والأبطال الأفظاظ ظاهريًّا. ويتمثَّل الهدف النهائي لتلك العلاقات في تغيير سلوك ومواقف الرجال، عبر إيقاظ قدراتهم الكامنة على العطف والحساسية تجاه الآخر. وترى رادواي هذا باعتباره محاولة شبه نسوية لتقويض الجوانب التدميرية في النزعة الذكورية واستبدال الفضائل المرتبطة بالأنوثة (القدرة على منح المشاعر الودودة) بها. وفي الوقت نفسه، فإن حاجة النساء إلى العثور على المشاعر الودودة في الروايات العاطفية هي دليل على افتقارهن لها في حياتهن اليومية.
وقد قامت إحدى المشارِكات، وتُدعَى آجنيس، بالربط بين ما تعرَّضت له أوه من قهر وبين تجربتها الشخصية في مدرسة كاثوليكية للبنات ذات نُظُم صارمة، لكنها وجدَتْها باردة المشاعر لدرجة تحول دون الاتصال رُوحيًّا بها. وثمة مشارك آخر، نورم، لم يتماهَ مع أي شخصية من شخصيات الفيلم، وبدلًا من ذلك تعامل مع القلعة باعتبارها عالمًا غريبًا يعمل وفق قواعد بديلة أخذ على عاتقه مهمة اكتشافها. أمَّا تيد — مشارِك ثالث — فقد شاهد الفيلم متسلِّحًا بقواعده الأخلاقية، مُصدِرًا أحكامًا حول ما تُبْدِيه أوه من رغبة في الخضوع أو السيطرة. وقد استخلص هولاند أن تلك القراءات المختلفة ترتبط بالاختلافات في شخصيات المشاركين ودوافعهم؛ فآجنيس كانت تبحث عن الصلة الروحية، ونورم عن السيطرة الفكرية، أما تيد فكان يتوخَّى التحكم بالعلاقات بين البشر.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الفروق الطفيفة في تلقِّي «ثيلما ولويز» بين الذكور والإناث، فيما بين طلاب الجامعة على الأقل. فالنساء يُعرِبْنَ عن حبِّهن للفيلم أكثر من الرجال؛ والطالبات يتماهَيْنَ بقوة مع ثيلما و/أو لويز. أما الرجال فيُعربون عن تماهيهم بقوة مع إحدى الشخصيات الرجالية في الفيلم (المحقِّق سلوكوم (هارفي كيتل) أو جيمي صديق لويز (مايكل مادسن))، في حين أن مستوى تماهيهم مع الشخصيات النسائية ضئيل للغاية. ورغم أن الذكور لا يشعرون بأي تهديد من صورة ثيلما أو لويز كامرأتين بارعتين في استخدام الأسلحة النارية، فإنهم ما زالوا عازفين عن التماهي تماهيًا واعيًا مع أيٍّ من الشخصيات النسائية.
بالنسبة إلى النساء اللواتي تماهَيْنَ بقوة مع ثيلما ولويز، ثمة مشهدان تمَّ ذكرهما باعتبارهما سببين قويين لهذه النتيجة: الاعتداء الجنسي في موقف السيارات في بداية الفيلم، ومشهد النهاية حيث تسقط ثيلما ولويز بسيارتهما من فوق قمة جرف هربًا من إلقاء القبض عليهما. وفي حين أن بعض المشاهدين نظروا إلى المشهد الثاني باعتباره نتيجة للمشهد الأول، أعربت الطالبات عن شعورهنَّ بالغضب والعجز أثناء مشهد الاعتداء، وبالبهجة والتحرُّر عند رؤية تلك الوثبة إلى الوادي. وقد رأى معظم المشاركين في هذا الفعل تأكيدًا على معنى الصداقة ورفضًا للاستسلام، وليس انتحارًا. من الواضح إذن أن تفسيرات الطلاب للمشهد الأخير وثيقة الصلة باندماجهم الشعوري في السرد.
(٣) لقطات ختامية: تحديات استجابة الجمهور
لأن القرَّاء يفوقون البَطَلَةَ في الحكمة، ويتماهَوْن معها شعوريًّا في الوقت نفسه، فإن عملية القراءة نفسها تُفضِي حتمًا إلى الشعور بالرياء … فنحن نقدِّر أهمية مشاعر البَطَلة، فقط طالما أنها تقوِّض نفسها بنفسها. ففي أثناء قراءة روايات هارلكوين العاطفية، ينشأ لدى المرء إحساس دائم بسوء النية.
أنا زوجة وأم أبلغ من العمر ٢٥ عامًا. أحيانًا، مثل الكثير من الناس، أشعر بانخفاض في روحي المعنوية … فأتناول أحد مؤلَّفات إسي سامر، وسرعان ما أشعر أن كل ما حولي يفيض بالخير. فالبَطَلَة تجعلني أشعر أن العالم مكان جميل، والناس طيبون، وأنه بالإمكان مواجهة أي شيء، وأننا محظوظون لكوننا أحياءً.
(٤) قراءات إضافية
-
Bryant, J. and Vorderer, P. (eds) (2006) Psychology of Entertainment. Lawrence Erlbaum, New York, NY.
-
Fournier, G. (2007) Thelma & Louise and Women in Hollywood. McFarland, Jefferson, NC.
-
Liebes, T. and Katz, E. (1990) The Export of Meaning: Cross-Cultural Readings of Dallas. Oxford University Press, New York, NY.
-
Nabi, R. L. and Oliver, M. B. (eds) (2009) Media Processes and Effects. Sage, Thousand Oaks, CA.
-
Radway, J. (1991) Reading the Romance: Women, Patriarchy and Popular Literature, 2nd edn. University of North Carolina Press, Chapel Hill, NC.
-
Staiger, J. (1992) Interpreting Films: Studies in the Historical Reception of American Cinema. Princeton University Press, Princeton, NJ.
-
Stokes, M. and Maltby, R. (eds) (1999) Identifying Hollywood’s Audiences: Cultural Identity and the Movies. British Film Institute, London.