الموضوعات
بيت يتكلم
كل بيت من البيوت التي تَعَاقب عليها السكان لو ألقيتَ عليه طَلْسَم الخيال، وأمرتَه بالكلام فتكلم؛ لانطلقت منه أسرار وأشباح يزدحم بها فضاء المكان، ولسمعت عجبًا لا تسمع الآذن أعجب منه، وليس الذي يتحدث به «البيت» في القصيدة التالية إلا قليلًا من كثير:
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
أمام قفص الجيبون في حديقة الحيوان
القرود العليا هي: «الشمبانزي»، و«الأرانغ أتانغ»، و«الغورلا»، و«الجيبون» وهو فرع وحده في رأي كثير من النشوئيين؛ لأنه صغير الحجم مختلف التركيب بعض الاختلاف.
ومن هذه القرود العليا ما يصلح — من الوجهة الشِّعْرية — أبًا للفلاسفة والحكماء، وهو «الشمبانزي»؛ لتأمله وسكونه واشمئزازه من الحياة!
ومنها ما يصلح أبًا لرجال المطامع والوقائع، وهو «الغورلا» لبطشه وهياجه وقوة عضله.
ولكن «الجيبون» وحده هو الذي يصلح من الوجهة الشعرية أبًا للفنانين والراقصين؛ لأنه لعوب طروب، رشيق الحركة خفيف الوثوب، يقضي الكثير من أوقاته في الرقص والمناوشة، ويحب أن يعرض للناس ألاعيبه وبدواته، وإذا صعد أو هبط في مثل لمح البصر فإنما يصعد ويهبط في حركات موزونة متعادلة، كأنما يوقعها على أنغام موسيقية لا تخطئ في مساواة الوقت ولا في مضاهاة المسافة، فإذا شَهِدْتَه فاسأل نفسك: ما بال هذا القافز الماهر قد وقف حيث هو في «سلم الرقي»، ولم يأت على درجات السلم كلها صعودًا ووثبًا في بضعة ملايين من السنين؟!
هذا سؤال، وسؤال آخر تعود فتسأله: ماذا يفيد من الصعود إن كان قد صعد؟ الطعام المطبوخ؟! هو يأكل طعامه الآن نيئًا وذلك أنفع، أو يأكله مطبوخًا على يد غيره، وذلك أدنى إلى الراحة!
أو يفيد العلم؟ قصاراه إذن أن يقول: «لست أدري»، كما يقولها الإنسان كلما واجه معضلات الوجود.
أو يفيد وزن الشعر؟ هو الآن يزن الحركة كما توزن التفاعيل والأعاريض، وغاية مسعاه إذا أتقن وزن الكلام أن تعجز يداه وقدماه عن رشاقة الوثب ورقصات اللعب؛ لتستعيض منها بترقيص الكلمات وتوقيع المعاني وهو قاعد حسير!
أمام قفص الجيبون مجال واسع لأمثال هذه الأسئلة وأمثال هذه الموازنات:
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
عتب على الجيبون
ذهب بعض الأدباء إلى حديقة الحيوان بعد نشر القصيدة السابقة، وقصدوا إلى قفص «الجيبون»؛ فإذا هو في تلك الساعة كاسف البال صادِف «المزاج» عن الرقص واللعب؛ فجاءوا إلى صاحب الديوان يطالبونه بتعويض أجر الدخول إلى الحديقة، كأنه هو الذي يعرض الجيبون ويتكفل للمتفرجين بتمثيل ألاعيبه، وفي الأبيات التالية رجاء لذلك الفنان ألا يُكذِّب شهادته، ولا يخيب ظنون الأدباء في مدحه وتقريظه:
قِرْشٌ مَعْقُوْل
وَجْهَات الدكاكين
•••
•••
أصداء الشارع
عصر السرعة (١)
طَيْفٌ من حديد
الطيف أدخلُ شيء في باب الشعر والأحلام.
والسيارة أدخلُ شيء في باب الصناعة والحركة اليومية.
ولكن السيارة قد تتسرب بحديدها وضوضائها إلى عالم الأحلام إذا نظرت إليها في حالة من الحالات.
وإلا فما هو الطيف؟!
هو شيء يُرى ولا يُلمس، وشيء يتحرك ولا يُسمع لحركته صدى، وشيء يُحيط به البعد والظلام.
فانظر إلى سيارة يَسري مصباحها على البعد في ليلة مظلمة، وأنت ترى الطيف الذي يتحرك ولا يُسمع حراكه، وتلمحه ولا تكاد تتثبت من مرآه.
•••
•••
عصر السرعة (٢)
عسكري المرور
•••
الفنادق (١)
•••
الفنادق (٢)
بعد صلاة الجمعة
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
قطار عابر
•••
صورة الحي في الأُذُن
الدينار في طريقه المرسوم
•••
•••
المَصْرِف «البنك»
•••
•••
•••
كَوَّاء الثياب ليلة الأحد
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
بابل الساعة الثامنة
في بعض الأحياء يمنع الشرطة نداء الباعة قبل الساعة الثامنة؛ فيجتمع الباعة عند مداخل تلك الأحياء صامتين متأهبين، حتى إذا وافت الساعة المحدودة، اندفعوا دفعة واحدة ينادون على السلع، كلٌّ وما يبيع، وهي خليط لا تأتلف أصداؤه ولا أشياؤه، فهي بابل لأمراء!
قابل بين بابل هذه وبابل الفجر الذي تختلط فيه أصداء الطبيعة مثل هذا الاختلاط، ولكنها تنسجم في معناها المبشر باستئناف الحياة وعودة النور، وأن هذه المقابلات جميعًا لَحقيقة في الشعر ببعض الإصغاء:
•••
•••
•••
•••
وليمة المَأْتَم
•••
عند تمثال
سلع الدكاكين في يوم البطالة
بشيء من التخيل يستطيع الإنسان أن يسمع سلع الدكاكين في أيام البطالة تشكو الحبس والركود، وتود أن تبرز لتُعرض على الناس وتُباع، ولا تُفِضِّل الراحة والأمان على ما يصيبها من البِلَى والتمزيق بعد انتقالها إلى الشراة، كما أن الجنين في عالم الغيب لا يفضل أمان الغيب على مضانك الحياة وآلامها، ولذلك تظهر الأجنة ألوفًا بعد ألوف إلى هذا المعترك الأليم:
•••
•••
•••
•••
المنازل في الصيف والشتاء
•••
•••
•••
الطريق في الصباح
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
•••
معرض البيت
•••
•••
•••
•••
•••
بُعيدَ الغروب
فتنة الصور المتحركة
على سفح الهرم
متسول
•••
•••