الفصل الثاني عشر
في وقت مبكر من مساء الأول من مايو عام ١٩٨٢، استُدعيَتْ ترانه وخمس فتيات أخريات إلى حجرة المكتب عبر مكبر الصوت، فخيم شبح الصمت على السجن. الكل يعلم أن الفتيات الخمس الأخريات محكوم عليهن بالإعدام، بينما أنا الوحيدة التي تعلم بأمر ترانه. كانت ترانه تجلس كعادتها في أحد الأركان تقرأ القرآن، وهي الوحيدة التي استُدعيت في غرفتنا، فتجمد الجميع في أماكنهن وحدقن إليها، ولكنها وقفت كأنها ذاهبة لتتجول في المكان قليلًا. اتجهتُ نحوها، لكنها نظرت إليَّ وهزت رأسها، ثم أمسكت حقيبتها الصغيرة المعلقة في الخطاف وحقيبتها الكبيرة الموضوعة أعلى الرف، واتجهت نحوي وأعطتني إياهما.
– «تعرفين أني لا أملك الكثير من الأغراض، فهذا كل شيء. أرجوك أن تجدي طريقة مناسبة لإيصال تلك الأغراض لوالديَّ.»
أومأتُ برأسي، فارتدتْ الشادور وخرجت من الغرفة. كنت أعلم أن صديقتي ذاهبة لتلقى حتفها، وإن صرختُ حتى بح صوتي أو ضربت رأسي بالحائط حتى كسرته فلن ينقذها ذلك. وقفتُ في منتصف الغرفة حاملة حقائب ترانه في يدي فترة طويلة حتى خذلتني ساقيَّ. لم تنطق إحدانا كلمة طوال اليوم، بل التزمنا الصمت وكأن بوسعه إنقاذ حياة أو تحقيق معجزة. انتظرنا، وصلينا، وبكينا سرًّا، وتحركت شفاهنا دون أن يصدر عنها صوت، لكن انتهى اليوم، وامتلأ الأفق باللونين الأحمر والقرمزي، ثم تسلل الليل. أنصتنا كي نسمع صوت إطلاق النار، وسرعان ما سمعناه كأن سحبًا زجاجية تتساقط من السماء.