خاتمة
في الثامن والعشرين من أغسطس ١٩٩١، وبعد أن قضينا ثمانية أيام في مدريد وعشرة أشهر في «بودابست» في انتظار مراجعة أوراقنا، أقلَّتنا طائرة تابعة للطيران السويسري نحو أحد مطارات زيورخ، حيث انتظرنا دورنا كي نستقل الطائرة المتجهة إلى تورونتو. كنت قد علَّمت مايكل بعض الكلمات باللغة الإنجليزية، وأخبرته عن بلد جميل يدعى كندا، حيث تتساقط الثلوج كثيرًا في فصل الشتاء، ويمكننا أن نبني رجل ثلج كبيرًا، وحيث يصبح الجو دافئًا في الصيف وتكتسي الأرض بالحياة، ويمكننا أن نسبح في البحيرات الزرقاء. ظل واقفًا بجواري متشبثًا بيدي وعيناه تلمعان من فرط الانفعال، بينما وقف بعض الطلاب الكنديين في نفس الطابور أمامنا، كنت أغبطهم، وتساءلت عن شعور المرء عندما يكون مواطنًا كنديًّا.
قال أحدهم: «أتحرق شوقًا للذهاب إلى تورونتو.»
فرد عليه آخر: «وأنا أيضًا، لقد قضينا وقتًا رائعًا هنا، ولكن لا مكان يضاهي أرض الوطن.»
أدركت في تلك اللحظة وأنا أراقب هؤلاء الفتية بابتساماتهم المشرقة الخالية من الهم أننا سوف نصبح على ما يرام في كندا، وأنها ستصبح وطننا الجديد حيث نشعر بالحرية والأمان، وحيث يمكننا أن نربي أطفالنا ونراقبهم وهم يكبرون، وحيث نشعر بالانتماء.