مونسيرا
«مونسيرا: لقد وافقَت رهينتان من ستٍّ على الموت من أجل هذا الأمل الذي تَزدريه. لو احتفظنا بهذه النسبة على نطاقِ سكَّان البلد بأَسْره، لَكان هذا يعني أن مليونَين من سُكَّان هذا البلد، الذي يبلغ تَعْداده ٦ ملايين نسمة، يَقبل هذه المِيتة! أَلَا يبدو لك هذا رائعًا، هائلًا؟!»
وثَّقت هذه المسرحية أحدَ أوجُه النِّضال الذي خاضَته أمريكا اللاتينية، وبالأخص فنزويلا، في سبيل استقلالها من الحكم الإسباني. وتدور أحداثُ المسرحية حول شخصية الضابط الإسباني «مونسيرا»، الذي فَزِع ممَّا يحدث للسكَّان الأصليين على يدِ جنودِ دولته، وأُعجِب بالمقاوَمة التي يخوضها هؤلاء السكَّان في سبيل حُريتهم، وخاصةً شخصية «بوليفار» زعيم الثوَّار الفنزويليين، فيقرِّر الضابط عندئذٍ حمايةَ هؤلاء الثوَّار محذِّرًا زعيمَهم «بوليفار» من مَساعي الإسبان للقبض عليه، وهو ما يمكِّن «بوليفار» من الهرب، ويؤدِّي إلى القبض على «مونسيرا» وتقديمه للمحاكَمة بتهمة الخيانة تمهيدًا لإعدامه. يتجلَّى الإيمان المطلَق بالقضية عندما يرفض «مونسيرا» البوحَ بمكان «بوليفار»، ويدفع حياتَه ثمنًا لذلك، مؤمِنًا بأنه يموت من أجل قضية نبيلة.